أيام رمضان هي أيام مباركات، تحمل معها ذكريات الصيام والعبادة وعادات اجتماع العائلة كبارًا وصغارًا، والأهم هو ذكرياتنا مع محاولات آبائنا المستمرة في تعليمنا الصيام، والآن نبحث عن طرق تعليم الأطفال الصيام، كي نعلم أبناءنا كيفية تحمل الصيام مثلما تعلمنا سابقًا، فمتى نبدأ حثهم على ذلك، وما هي الأساليب الأكثر فاعلية في تدريبهم على الصيام؟
كيفية تعليم الأطفال الصيام
قبل أن نشرح كيفية تعليم أطفالك الصيام، عليك أن تعرف أن هناك اختلافات فردية بين كل طفل وآخر في قدرته على تحمل الصوم، وأيضًا تقبله للامتناع عن الأكل والشرب لفترة طويلة، سواء كانت اختلافات جسمانية أو صحية أو حتى عمرية، لذا افهم طبيعة طفلك أولًا وراعِ ظروفه النفسية والجسدية، أما كيف تدرب طفلك على الصيام، فإليك مجموعة نصائح عليك اتباعها أثناء تعليم الأطفال الصيام منها:
تحدث معه أولًا
لا يمكن إجبار طفلك على أمر لا يعلم عنه شيئا، أو لا يفهم المغزى منه، لذا تحدث مع طفلك عن الصيام كركن من أركان الإسلام ولماذا فرضه الله علينا، وشروط الصيام الصحيحة، كل ذلك بالطريقة المناسبة لعمره ومدى استيعابه للمعلومات المسرودة عليه.
أعطه وقته
مهد له الصوم بالحديث واتركه يلاحظ عادات الصيام من أفراد العائلة، والأهم أن تشعره بأن الصوم عادة ممتعة تجعل المسلم مسرورًا فرحًا، ولا تنقل إليه صورة الإجبار على الصيام، أو أنه فرض يسبب تعبا أو إرهاقا، والأفضل ألا يصوم قبل الست سنوات.
الصوم تدريجيًا
الخطأ الأكبر لمعظم الأمهات والآباء هو الضغط على الطفل وإجباره على الصوم يومًا كاملًا في المرة الأولى للصيام، فيفضل أن تتركه اليوم الأول من رمضان ثم يبدأ تدريجيًا منتصف يوم حتى يصل ليوم كامل في نهاية الشهر إذا كان يستطيع ذلك.
اقرأ أيضًا: صلاة الاستسقاء.. صفتها وأحكامها وهل يجوز أداؤها منفردا؟
اتبع التشجيع لا التأنيب
الطريقة المثلى والأفضل لتعويد طفلك على الصوم هو التشجيع والتحفيز المستمر، فلو استطاع أن يصوم ساعتين فقط، شجعه بهدية أو كلمة طيبة أو طعام محبب له، وهكذا حتى يصل لصيام يوم كامل، أما التأنيب فسيجعله يتذمر من الصوم ويختلق الأعذار للإفطار، كما أنه سيعتاد الكذب عليك.
أظهر الابتهاج بشهر رمضان
عادات الابتهاج والسرور بمناسبة شهر رمضان هي عبادة في حد ذاتها، لأنه تزرع في أطفالك حب الشهر الكريم وانتظاره من عام لآخر، ومن ثم حبه للصوم وتشجيعه على تحمل الجوع والعطش حتى موعد الإفطار دون تذمر.
نصائح لصيام الطفل في رمضان
مهم أن تقرأ هذه النصائح جيدًا إذا كنت بصدد تحفيز طفلك للبدء في صوم رمضان، لكي تنجح في مهمتك بسلام دون أي آثار غير مرغوبة، لذا مهم أن:
- اتبع أسلوب سرد شيق وممتع للحديث مع أطفالك عن الصيام، ويفضل أن يكون في شكل قصص وحكايات وبخاصة لصغار السن.
- اسمح لطفلك بالنوم نهارًا وشجعه على الراحة طوال النهار، بدلًا من تكليفه بمهام تثقل الصوم عليه.
- من الأفضل تعويده الصيام من العصر إلى المغرب لأول مرة، حتى يستمتع بوجبة الإفطار مع الأسرة ويشعر بأنه مثلهم صائم.
- احرص على تقديم السحور الصحي له بوجبات متكاملة لأطفالك وكذلك الإفطار.
- إذا كان الجو حارًا والطف لا يزال صغير السن، فيمكن السماح له بشرب المياه خلال فترة تعليمه الصوم.
- في حال إتمام طفلك لليوم الأول من الصوم لا بد أن يكافأ بهدية وكذلك أول شهر.
- تابع صحة طفلك جيدًا وانتبه لأي تأثير عكسي عليه، مثل نزول الوزن أو الشحوب والإعياء وهنا استشر الطبيب على الفور.
- تجنب صوم طفلك الصغير في الأيام الحارة لتجنب إصابته بالجفاف.
- قبل موعد أذان المغرب بربع ساعة أو 10 دقائق، يمكن إلهاء الطفل باجتماعه مع أبيه واستعداده بالوضوء والذكر حتى موعد الإفطار.
- لا تجمع بين تدريبات رياضية شاقة والصوم وبخاصة للسن الصغير.
- لا تعاقب الطفل الصغير لو اضطر لتناول الطعام وهو صائم، بل شجعه على استكمال اليوم.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة بدون صلاة هل يجوز؟
وجبة السحور والإفطار للطفل
الطفل ليس كالبالغ في إمكانية اختيار الأطعمة الصحية أو المناسبة للصوم، لذا على الأم والأب متابعة وجبة السحور والإفطار للطفل عند بدء تعليمه الصوم، ويراعى في وجباته أن تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمها لأنه في مرحلة بناء، مثل الفيتامينات والمعادن والبروتين، وتوجيهه لشرب كميات كبيرة من الماء، وأهمية تناول الخضروات والحساء والبروتينات وغيرها من الأطعمة المهمة له.
ما هو الموعد المناسب لبداية صوم الطفل؟
لا يمكن تعميم سن موحد لجميع الأطفال لبداية الصوم، فكما أشرنا قد يختلف طفلك عن طفل آخر في حالته الصحية أو استعداده النفسي عن الامتناع عن الأكل والشرب لساعات، ولكن بوجه عام يمكنك البدء مع طفلك منذ سن السابعة كتدريب على الصوم، فمثلًا يمكنه الصيام ساعتين ثم 3 ساعات ليومين أو 3 أسبوعيًا، ثم يتدرج في عدد الساعات والأيام، وفي العالم التالي يصوم حتى العصر، حتى يصبح في العاشرة قادرا على صوم يوم كامل بدون مشقة، ويفضل استشارة الطبيب وفحص طفلك بدنيًا لتجنب أي مشكلات صحية له.
وأخيرًا تعليم الأطفال الصيام يحتاج منك إلى صبر كعادة كل العبادات، خاصة أن الطفل سيظل دون طعام أو شراب لفترات طويلة، وهو ما يجعله متأففًا لفترة حتى يتأقلم ويستطيع التحمل.