آشعة كونية تمر بالقرب من الأرض الليلة.. فهل أغلقت هاتفك؟

نداءات ومطالبات مفزعة تلقاها عدد كبير من البشر عبر هواتفهم مؤخرا، سواء من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أو عن طريق تطبيق واتس آب الشهير، تحذرهم من العبث بهواتفهم المحمولة في الساعات الأولى من الصباح الباكر، وإلا تعرضوا إلى ما لا يحمد عقباه! فهل تلقيت مثل تلك الرسائل؟

رسائل مفزعة

ظهرت تلك الرسائل التي فاجأت عدد كبير من الناس عبر دول مختلفة حول العالم، لتحذر من خطر اشعاعات قوية سيتعرض لها كوكب الأرض، مصدرها هو الآشعة الكونية، التي لن تضر فقط بالجهاز المحمول لكل شخص، بل بصاحبه أيضا وفقا لما جاء بالتحذير القادم من تليفزيون دولة سنغافورة، وعلى لسان اخبار بي بي سي، وجوجل، وناسا كذلك!

ما يتطلب ترك الهاتف المحمول بعيدا، بل وإغلاقه تماما من الساعة الثانية عشر ونصف إلى الثالثة والنصف صباحا! فما سر تلك التحذيرات إذن؟

شائعات سخيفة

لا تحوي تلك الرسائل أسرار غامضة على ما يبدو، بل هي مجرد شائعات سخيفة بل وقديمة، ظهرت على السطح منذ سنوات عدة.

فبداية من عام 2012، ومرورا بعام 2014 الذي شهد ظهور جديد لها، ونهاية بالعام الحالي أيضا، نجد تلك الشائعات ترتدي أحيانا ثوب النصيحة، واحيان آخرى تظهر كأحد مقالب كذبة ابريل المعروفة، بينما الأمر في الواقع لا يمكن تصديقه لعدة اعتبارات واضحة.

الآشعة الكونية

وفقا لوكالة ناسا نفسها، والتي استشهد بها الخبر المزعوم، فإن الآشعة الكونية تلك لا يمكنها أن تضر بالإنسان تماما، طالما هو موجود على كوكب الأرض، بل إن الإضرار بالأجهزة الالكترونية من جانبها وإن حدث، فإنه لا يمكنه أن يؤثر بالسلب على صحة البشر.

إذ يشار إلى أن خطر الآشعة الكونية على الإنسان، يوازي خطر آشعة الشمس بالنسبة إليه، لا يظهر إلا في حالة تعرضه لدرجات شديدة الارتفاع منها.

أما عن فترة الثلاث ساعات المحددة بالرسائل المفبركة تلك، فإنها تعد أبرز ما يكشف كذب تلك التحذيرات، حيث أنه من المفترض أن تتطلب أزمة كبرى مثل تلك، إجراءات وقائية حاسمة، تطول كثيرا عن مجرد بضعة ساعات من الصباح الباكر وحسب!

في النهاية، حدوث أمر جلل مثل هذا، كان سيعني خروج تصريحات مسئولة وتحذيرات واضحة من جانب وكالة ناسا نفسها، وليس عبر رسائل نصية على الهاتف، لا يعرف أحد مصدرها!