ملهمات

سارا ريكتور.. الطفلة التي صارت السمراء الأغنى في التاريخ!

في الخامس عشر من يناير عام 1914، كان العالم على موعد مع أخبار غريبة عليهم بعض الشيء، طالعوها في الصحف والمجلات، إذ كان أغلبها يتحدث عن «النفط الذي حول طفلة صغيرة إلى فتاة ثرية»، أو عن «عروض الزواج تنهمر على الفتاة السوداء من رجال بيض البشرة، أملا في مشاركتها ثروتها الطائلة»!

تلك الفتاة الأمريكية أفريقية الأصل، هي سارا ريكتور، ابنة ولاية أوكلاهوما، التي عرفها العالم حينها وحتى الآن بالفتاة السمراء الأغنى في التاريخ!

أراضي السود

في الـ 3 من مارس، عام 1902، ولدت سارا ريكتور في إحدى المقاطعات التابعة للهنود الحمر بأمريكا، ليخصص لها مثل بقية أفراد قبيلتها، وبموجب المعاهدات التي أقامتها الحكومة الأمريكية آنذاك، بعض الأراضي خلال عام 1907، وذلك بعد اعتماد أوكلاهوما كولاية أمريكية.

وهي المعاهدات التي يعود أصلها إلى عام 1866، حين قامت السلطات هناك بتخصيص أراض صخرية ذات ظروف زراعية أكثر صعوبة من غيرها، لصالح الأمريكين الأصليين (الهنود الحمر)، بدلا من أراضيهم الأصلية الخصبة، التي ذهبت للمستوطنين البيض!

إضافة إلى ذلك، كانت أرض سارا محملة بالضرائب الثقيلة، التي دفعت والدها لمحاولة بيعها، للتخلص من عبء تلك الضرائب، ما قوبل بالرفض من قبل القضاء الأمريكي، فمن كان ليصدق أن ما حدث كله قد جاء في صالح سارا في نهاية الأمر؟!

تأجير الأرض لشركة البترول

فمع عدم تمكن والد سارا من بيع أرضها الفقيرة زراعيا، والمحملة بتركة ضخمة من الضرائب، قرر الأب المتحير عقد صفقة مع إحدى شركات البترول الكبرى، أشبه بترك حقوق الانتفاع لها، من أجل الخروج من أزمة الضرائب المستعصية.

وهو القرار الذي تبين أنه أفضل ما قام به والد سارا على الإطلاق، إذ تمكنت الشركة مع حلول عام 1913، من جلب نحو 2500 برميل بترولي بصورة يومية من أرض سارا، ما جعلها في غمضة عين من الأثرياء!

لذا فمع بدايات عام 1914، وصل الدخل الذي تتقاضاه سارا إلى نحو 300 دولار يوميا! إضافة إلى عائدات إجمالية بلغت 11567 دولار كاملة، وهو المبلغ الذي يوازي في أيامنا الحالية ما يفوق ربع مليون دولار!

انتشار الأخبار والزواج

كان من البديهي في تلك الفترة، ألا تكف الصحف والمجلات عن الحديث عن تلك الطفلة الثرية، التي انهالت عليها الهدايا الثمينة، بل وعروض الزواج من رجال أرادوا مشاركتها ثروتها الضخمة.

في المقابل قررت أسرة سارا، التي تغيرت أحوالها رأسًا على عقب، أن يتركوا مقر إقامتهم بعد إلحاق الطفلة الصغيرة أخيرا بإحدى المدارس هناك، والانتقال إلى مدينة كنساس.

وبعدها تزوجت سارا بتلك المدينة لاحقا، وبعد أن صارت مليونيرة في الـ18 من عمرها، فأنجبت ثلاثة أبناء، عاشوا معها حياتها السعيدة، حتى وفاتها في عام 1967، بعد رحلة حياة مختلفة، شهدت خلالها أكثر الظروف قسوة وهي طفلة، قبل أن تعيش أفضل سنواتها فيما بعد.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى