شخصيات مؤثرةملهمات

إليزابيث إيكفورد.. مناهضة العنصرية التي صارت رمزا للتسامح بعد 40 عاما!

في خمسينيات القرن الماضي، وتحديدا في الـ4 من سبتمبر عام 1957، كانت 9 فتيات أمريكيات من أصول إفريقية، على موعد مع هجوم عنصري حاد، وذلك بأول أيام دراستهن بالمدرسة الثانوية «Lit­tle Rock»، إذ كان من بين هؤلاء الفتيات التسع، فتاة صغيرة تدعى إليزابيث إيكفورد، اعتبرت رمزا لمناهضة العنصرية حينها، قبل أن تصبح رمز التسامح فيما بعد.

إشتعال الفتيل

إليزابيث إيكفورد.. مناهضة العنصرية التي صارت رمزا للتسامح بعد 40 عاما!

بدأ الأمر بقرار قضائي صائب، صدر في عام 1954، على يد المحكمة الأمريكية العليا، حيث قررت دمج المدارس دون الاستناد إلى العرق أو الجنس، إذ كان من المتعارف عليه حينها أن تخصص مدارس للبيض وأخرى للسود، ما رأته المحكمة غير لائق.

لذا فبينما كان قرار المحكمة مثالا للحكمة والعدالة، اشتعلت الأزمات بصورة متوقعة فيما بعد، وتحديدا حين بدأت فتيات مدرسة «Lit­tle Rock» السود، في السعي لتلقي العلم بداخل أسوار المدرسة.

الصورة الأشهر

إليزابيث إيكفورد.. مناهضة العنصرية التي صارت رمزا للتسامح بعد 40 عاما!

بفضل تلك الصورة الشهيرة، التي التقطت مع بداية انطلاق الفتيات لمدرستهن، أثناء اعتراض الطلبة البيض على وجودهن معهن، بدأت إليزابيث في اكتساب بعض الشهرة حينئذ، وهي فتاة صغيرة لا تتجاوز الـ15 من عمرها.

حيث تجسدت من خلال الصورة مشاعر الكراهية التي كانت إليزابيث محاطة بها خلال تلك الفترة، والتي اصطدمت بالثبات والثقة التي كانت تتمتع بها الفتاة الأمريكية الصغيرة.

صورة أخرى ونموذج للتسامح

إليزابيث إيكفورد.. مناهضة العنصرية التي صارت رمزا للتسامح بعد 40 عاما!

بينما واجهت إليزابيث وصديقاتها الكثير من محاولات تثبيط الهمم، من قبل الطلبة الرافضين لهن، لم تقبل فتيات «Lit­tle Rock» بالخضوع لرغبات الطلبة البيض، فواجهن الظروف بكل قوة، وحتى تحقق لهن الانتصار في نهاية المطاف.

فبعد أشهر طويلة من الجدال والمشاحنات، قرر الرئيس الأمريكي أيزنهاور، أن يرسل تشكيلات عدة من رجال الشرطة الأمريكية، لحماية الطلبة السود، فيما يشبه إعلانا رئاسيا صارما بضرورة إكمال الطلبة لتعليمهن، ما شتت صفوف المعارضين لقرار القضاء أخيرا.

ولكن المدهش في الأمر، والذي كشفت عنه تلك الصورة، وصورة أخرى التقطت بعدها بنحو 40 عاما، أن الفتاة البيضاء التي كانت تصرخ غضبا من تواجد إليزابيث بمدرستها، والتي تدعى هازيل بريان، قد صارت صديقة مقربة من إليزابيث لاحقا، وبعد مرور سنوات طويلة يبدو أنها كانت كفيلة لإطفاء نار الكراهية بداخلها.

لنرى بأعيننا صورة متكاملة لإليزابيث إيكفورد، الفتاة التي كات رمزا لمواجهة العنصرية، والتي صارت مثالا يحتذى به للتسامح ونسيان آلام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى