ثقافة ومعرفة

ساشا ماتسوكا.. الفتاة اليابانية التي أشعلت فتيل قنبلتي هيروشيما وناجازاكي

«ساشا ماتسوكا» فتاة يابانية صغيرة طاغية الجمال، تهوى الرقص وتجيده، ولكن ما علاقتها بـ«هيروشيما» و«ناجازاكي»، بل بالحرب العالمية الثانية كلها؟

الجاسوسة

تذكر المصادر أن المعلومات الاستراتيجية التي توصلت إليها «ساشا ماتسوكا» هي التي عجلت بضرب الأسطول الأمريكي في «بيرل هاربر» ودخول أمريكا الحرب بكل قوتها وعنفها.

كانت اليابانية الحسناء من بين عشرات الجواسيس الذين أرسلتهم العسكرية اليابانية إلى هاواي؛ لتقصي تحركات السفن الأمريكية في قاعدة «بيرل هاربور»، ومواعيد دخولها الميناء، وأماكن تزودها بالوقود، والمطارات العسكرية التي تحيط بالقاعدة.

ولسوء طالع العالم وطالع أمريكا على الخصوص، أعجب بها ربان مدمرة أمريكية؛ فصحبها معه إلى سفينته، وبعدما شربا معا ورقصا وزاغت أبصارهما؛ إذ بالربان يخبرها بأشد الأسرار خطورة حول الهدف الذي أبحرت المدمرة من أجله.

من هاواي إلى طوكيو

لعبت «ساشا» دور الفتاة الثملة بامتياز وهي تنصت باهتمام إلى الربان المخمور، الذي حكى لها عن اجتماع عدد كبير من السفن الحربية الأمريكية في «بيرل هاربور» استعدادا لمناورات بحرية ستستغرق عدة أيام.

أنهت «ساشا» ليلتها وخرجت من بيت الربان الغائب عن الوعي، ووصلت إلى قرية للصيادين تقع قريبا من الميناء، ثم تسللت بين الأزقة حتى انتهت إلى كوخ حقير المنظر، ينتظرها فيه جاسوس ياباني، استمع إليها بعناية شديدة قبل أن يبث المعلومات عبر جهاز لاسلكي إلى طوكيو مباشرة.

هجوم مباغت

ساشا ماتسوكا.. الفتاة اليابانية التي أشعلت فتيل قنبلتي هيروشيما وناجازاكي

رأى العسكريون في اليابان أن الفرصة باتت مواتية لتوجيه ضربة قاتلة للبحرية الأمريكية، وربما القضاء عليها نهائيا وإخراجها من أرض المعركة.

وفي اجتماع حضره قادة البحرية والأسطول وعلى رأسهم الأميرال «ياما موتو»، بارك الإمبراطور «هيرو هيتو» خطواتهم وأصدر أوامره بالهجوم على القاعدة الأمريكية، وتدمير السفن المجتمعة بها، وتدمير الطائرات الحربية الرابضة على ممراتها في هجوم صاعق مفاجئ.

الانتقام الذري

كانت تلك الفتاة الصغيرة سببا في الكارثة التي حلت بالأمريكيين، وسببا في اندلاع نار الحرب العالمية الثانية في منطقة الشرق الأقصى والباسفيكي؛ مما أدى إلى ظهور القنابل الذرية وحدوث تلك المعارك الطاحنة، التي شملت جنوب شرق آسيا والفلبين وجزر الهند الشرقية، وكادت تنتزع الهند وتهدد الشرق الأوسط من ناحية أخرى، إلى أن انتهى الأمر بمأساة هزيمة اليابان واستسلامها لقوات الحلفاء.

لم تنس أمريكا «بيرل هاربر» ولم تنس ثأرها، فألقت القنابل الذرية على مدينتي «هيروشيما» و«ناجازاكي» في مجزرة راح ضحيتها قرابة ربع المليون إنسان، لا ذنب لهم سوى أن «ساشا» التي لم تشعل ميناء «بيرل هاربر» برسالتها وحسب، بل أشعلت فتيل «القنبلتين»؛ كانت تنتمي إليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى