شائع

هل أغلقت لندن 500 كنيسة وشيدت 423 مسجدا؟

«إغلاق 500 كنيسة في لندن، وبناء 423 مسجدا».. عنوان ملفت للأنظار تناقلته بعض المواقع الإلكترونية العالمية ثم العربية، تلميحا إلى دخول العاصمة البريطانية لعصر جديد تماما لم تشهده من قبل، فما هي صحته؟

لندن المسلمة

بين ليلة وضحاها، صار تحول العاصمة لندن إلى اتجاه إسلامي وفقا لما جرى ذكره، هو الشغل الشاغل للكثيرين، حيث لقي الأمر احتفاء كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، فيما كشف عن جدل دار بين مروجي الخبر هناك، والذين أبدوا تخوفهم مما أسموه «تأسلم لندن».

كشف الخبر المنتشر مؤخرا، عن أن مدينة لندن وحدها، قد شهدت إغلاق نحو 500 كنيسة منذ عام 2001 وحتى الآن، فيما شهدت بناء 423 مسجدا، في غضون عدة سنوات، وذلك وفقا لبحث يلمح إلى خطورة الموقف، الذي ينبئ بوقوع بريطانيا تحت سيطرة المسلمين، وفقا للخبر، فهل تصدق تلك الأرقام، أم أنها مجرد خبر ملفق؟

مصادر الأرقام

بالبحث عن مصادر الخبر الشائع، يتبين أن مصدره الأساسي هو موقع إلكتروني يدعى YourNewsWire.com، حيث قام بنشر هذا الخبر في الخامس من مارس 2018.

أما المثير حقا، فهو أن الموقع الإلكتروني المذكور قد اعتمد في البيانات والأرقام المدرجة، على مقال سابق منذ عام 2017، لمعهد جايتستون، وهو معهد يميني يقع في الولايات المتحدة، وعرف بين الجميع بترويجه للأخبار الكاذبة عن المسلمين والشرق الأوسط بأسره، ما يكشف بوضوح عن كذب القصة المذكورة برمتها، وبما حملته من أرقام غير صحيحة.

الحقيقة الواضحة

اعتمد المعهد اليميني فكرا، على خريطة إلكترونية تحمل أعداد المساجد بالعاصمة البريطانية، دون أن يتحرى الدقة فيما يخص موعد إنشاء المساجد المشار إليها، حيث تبين أنها تضم مسجد فنزبري بارك، الذي تأسس في تسعينيات القرن الماضي، ومسجد ليتونستون، الذي أنشئ في عام 1976، ما يشير إلى احتواء الخريطة المعتمد عليها، على الكثير من المساجد المنشأة قبل عام 2001، على خلاف ما ذكر الخبر الكاذب.

أما الأدهى من ذلك، فهو ما يخص فكرة هدم الكنائس وتحويلها لمنازل، حيث يشير بيتر بريرلي، الخبير البريطاني المختص بالإحصاءات الدينية، إلى أن أعداد الكنائس لم تتراجع بهذه الصورة، بل إنها لم تتراجع من الأساس، حيث أكد أن الفترة من عام 2005 إلى عام 2012، قد شهدت بناء 700 كنيسة، ما يوضح كذب الأقاويل الشائعة.

في النهاية، يبدو أن موقع YourNewsWire.com، قد استعان بالمعهد الأمريكي، أملا في أن يثير بعض الشكوك والخوف تجاه مسلمي بريطانيا، وذلك عبر الادعاء بأنهم على وشك أن يحلوا محل المسيحيين هناك، في تصرف عنصري جرى الكشف عن خباياه ونواياه، بواسطة أرقام بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى