تعتبر أيرلندا من الدول لا يوجد فيها بها أي نوع من أنواع الثعابين، ويعزوا الشعب الأيرلندي هذا الأمر كما تقول الأسطورة، إلى أن القديس باتريك بالإضافة إلى إدخال المسيحية إلى أيرلندا، قام بنفيها جميعا خراج الجزيرة، فهل هذا هو السبب لعدم وجود الثعابين في أيرلندا حقا؟
يحتفل الشعب الأيرلندي في شهر مارس من كل عام بيوم القديس باتريك، وهو الذي ينسب إليه الفضل في نشر المسيحية في أيرلندا، ولكن الاحتفال ليس لهذا السبب فحسب، بل لسبب مهم آخر؛ وهو أن القديس باتريك قام بنفي جميع الثعابين من جزيرة الزمرد «أيرلندا»، إذ كان يختلي بنفسه مدة 40 يوما فوق جرف عال، يقضيها في صوم متواصل، ومطاردة الثعابين إلى البحر وطردها.
نفي الأسطورة
تثبت تحقيقات علمية، وأبحاث أجريت على بعض المراجع التاريخية، أن القديس باتريك قام بأعمال عظيمة في أيرلندا، ولكن للأسف ليس من بينها طرد الثعابين، في حقيقة الأمر لم تكن هناك ثعابين أصلا في أيرلندا! وهو ما توصلت إليه مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» الشهيرة.
إذ لا توجد أي علامات على وجود ثعابين في سجل الحفريات في أيرلندا، ومن المرجح أنه على مدى آلاف السنين لم تكن هناك أي ثعابين في أيرلندا أو بريطانيا، على الرغم من أن بريطانيا استقبلت في النهاية ثلاثة أنواع من الثعابين: ثعبان العشب، والأفعى الأوروبية الشائعة، والأفعى الملساء.
كيف حدث ذلك؟
خلال العصر الجليدي، كان الطقس في أيرلندا وإنجلترا شديد البرودة، ما جعل منها بيئة غير ملائمة وموطنا غير مناسب لزواحف بدم بارد مثل الثعابين، ولكن بعد آلاف السنين، بعدما ذابت الأنهار الجليدية وظهرت الأراضي التي تربط بين أوروبا وإنجلترا وأيرلندا، تمكنت بعض الحيوانات من الهجرة إليها، وشملت الحيوانات التي رحلت إلى أيرلندا تحديدا خلال هذه الفترة الزمنية: الدببة البنية والوشق والخنازير البرية.
ليست أيرلندا فقط
أيرلندا ليست المكان الوحيد في العالم الذي لا تتواجد فيه الثعابين؛ فهناك أيضا أيسلندا، وغرينلاند، وهاواي، ونيوزيلندا، وأجزاء من كندا، وشمال روسيا وغيرها.
ويقول نايجل موناجان، حارس التاريخ الطبيعي في المتحف الوطني الأيرلندي في دبلن، لمجلة ناشيونال جيوغرافيك: «لا يوجد أي دليل على وجود الثعابين في أيرلندا في أي وقت من الأوقات».
كما أضاف مارك رايان، مدير مركز سموم لويزيانا في مركز العلوم الصحية بجامعة ولاية لويزيانا الأمريكية للمجلة ذاتها قائلا: «لا توجد ثعابين في أيرلندا لسبب بسيط؛ هو أنه لم يكن بمقدورهم الوصول إلى هناك؛ لأن المناخ لم يكن مناسبا لتواجدهم وبقائهم».
