شخصيات مؤثرةملهمات

مارلا رانيان.. البطلة العمياء التي أذهلت العالم في أولمبياد الأصحاء

مارلا رانيان هي البطلة الملهمة، التي تمكنت من المنافسة في الأولمبياد وتحقيق الإنجازات، لتحفر اسمها في التاريخ رغما عن ظروف مرضها الصعبة، التي جعلت منها منذ الصغر فتاة عمياء!

مرض ستار غاردت

قليلون هم من تمكنوا من مقاومة أهوال الحياة القاسية،  ليصبحوا أبطالا حقيقيين يعدون على الأصابع، مثل مارلا رانيان، التي قهرت إصابة عينيها التي ألمت بها مبكرا، والمتمثلة في مرض ستار غاردت اللعين.

فمنذ الصغر، عانت مارلا الفتاة الأمريكية، من تنكس الشبكية المبكر، الذي يصاب به المرضى لأسباب وراثية، ما جعل عيناها لا ترى النور، إلا أن قلبها على العكس من ذلك، كان بإمكانه تحسس الطريق، ليكشف لها عن الوسيلة التي ستحول حياتها رأسا على عقب، وتجعل منها مصدرا لإلهام الجميع، وهي الرياضة.

البداية

بينما كانت تتجاوز عامها الـ20، حلمت مارلا بالمشاركة بأولمبياد المعاقين لسنة 1992، الأمر الذي تحول سريعا من مجرد رغبة دفينة إلى حلم عاشت الفتاة الشابة على تحقيقه، حتى أصبح واقعا ملموسا، فتمكنت من المشاركة بل وتحقيق 4 ميداليات ذهبية ببرشلونة بسباقات الركض، علاوة على منافستها في رياضات أخرى كسباقات الدراجات.

في هذا الوقت، تأكدت مارلا من صواب قرارها، وأدركت أن الرياضة هي السلاح الأمثل، الذي ستواجه به أزمة انعدام البصر، لذا توالت مشاركاتها لاحقا، حتى صار لها اسم يكتب من حروف من نور، وخاصة مع قرارها الشجاع بالتنافس على المشاركة في الأولمبياد العادية.

فمع اقتراب أولمبياد أتلانتا 1996، قررت مارلا أن تضع اسمها في مصاف أبطال 11 فقط، تمكنوا وحدهم من الجمع بين الاشتراك في الأولمبياد البارالمبية لذوي الإعاقة، والأولمبياد التقليدية للأصحاء، ما تحقق لها بالفعل، عندما خاضت منافسات الركض الأولى، وحققت المركز الـ10، لتفشل في الوصول للنهائيات، ولكن بعد أن نجحت في إلهام الجميع بما تحمل من أمل وإصرار.

بطلة من التاريخ

توالت النجاحات والأرقام القياسية، فصارت مارلا مع إنجازاتها المحققة بأولمبياد سيدني 2000، بطلة فولاذية يحكي عنها الجميع، كما تحكي هي عن نفسها وتقول: «لم أشعر يوما بصعوبة اقتحام المنافسات الأوليمبية»، وتضيف مبتسمة: «أزمتي الوحيدة كانت تقتصر على عدم التمكن من رؤية توقيت الركض وعداد اللفة».

في النهاية، اختتمت مارلا حياتها الرياضية بتمثيل بلادها بأولمبياد أثينا 2004، بعد إنجابها لطفلها الأول، لتصبح الآن سفيرة مدارس بيركنز للمكفوفين في الولايات المتحدة، والمتحدثة الإعلامية الملهمة، التي صارت مثالا يحتذى به في الإرادة رغما عن كل الصعوبات.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى