ثقافة ومعرفة

كيف تكون قارئا حقيقيا؟.. دليلك لقراءة أكثر إمتاعا

تعد القراءة أقدم وسيلة لنقل المعرفة والتراث الإنساني عبر التاريخ، ومع تطور العلم واكتشاف مئات الوسائل المعرفية باتت علامة على الثقافة والوعي لدى ممارسيها، واحتلت جزءا كبيرا من حياة الإنسان في مختلف العصور.

وتعتبر القراءة بديلا فعالا لمن لا يقدر على السفر إلى بلاد مختلفة، حيث يسافر على متنها ملايين من البشر إلى شتى بقاع العالم وهم جلوس في منازلهم.

كيف تكون قارئا حقيقيا؟.. دليلك لقراءة أكثر إمتاعا

ككل الأمور التي طالها التطور الرقمي، توسعت أدوات القراءة ولم تعد تقتصر على الكتب الورقية والمجلدات الضخمة فقط؛ بضغطة يسيرة على زر جهازك الإلكتروني تستطيع قراءة موسوعات كاملة، فالأجهزة الإلكترونية سهلت القراءة على الكثيرين، ولهذا الأمر منافعه وأضراره.

أما منافعه فتتلخص في إتاحة دوائر المعارف والموسوعات الكبرى أمام الدارسين والراغبين في المعرفة، وتقريب المسافات بين القراء وكتبهم المفضلة من كل أنحاء العالم، وأما أضراره فتتعلق بسلب حقوق الملكية للكتاب والناشرين، كما أن تسهيل الحصول على الكتب بنقرة واحدة قلل من شأن البحث عن المعرفة نوعا، فقديما كان القراء ينتظرون شهورا لإتمام جزء آخر من رواية ما، وكان بعض الباحثين يرتحل من بلد إلى بلد والجا كل ديار الكتب التي تصادفه للبحث عن كتاب بعينه، فكان شغفهم بالقراءة أكبر وقدرتهم على فهم ما يقرأونه أعظم.

كيف تكون قارئا حقيقيا؟.. دليلك لقراءة أكثر إمتاعا

اليوم يتبارى عديد الشباب بعدد الكتب التي يقرأونها، دون أن يناقشهم أحد في محتوى ما قرأوه، ومدى جديته وفائدته، وتحولت القراءة عند البعض من منفذ تثقيفي ووسيلة لإدراك الحقائق إلى «موضة» ووسيلة لادعاء الثقافة.

كيف نخرج من دائرة «الموضة» لنصبح قراء حقيقيين؟

كيف تكون قارئا حقيقيا؟.. دليلك لقراءة أكثر إمتاعا

عليك أيها القارئ أن تتجنب الكتب الرائجة، التي تحدث عنها وقرأها الجميع من حولك، اذهب بنفسك إلى المكتبة وانتق كتابا أو رواية أو إحدى مجموعات القصص القصيرة، ثم ابدأ بقراءة ما اقتنيته.

لا تتعجل القراءة وتسبق الزمن كي تقرأ أكبر عدد من الصفحات، فأنت لست في سباق، اقرأ وفق إيقاعك الخاص، دع عقلك يطلب القراءة وترتاح نفسك إلى مطالعة السطور.

في بداية مشوارك الثقافي تنتابك رغبة قوية في مطالعة بعض الكتب والروايات الدسمة لاستنشاق المعرفة بشكل أسرع، إلا أنني لا أنصحك بذلك، فبعض الكتب والروايات قد تميت شغفك بالقراءة قبل أن يحيا، على حين أنك حين تتوغل في أعماق القراءة بمرور الوقت ستتمكن من اقتناء وقراءة ما عنَّ لك من الكتب.

كيف تكون قارئا حقيقيا؟.. دليلك لقراءة أكثر إمتاعا

سواء كنت تقرأ جهرا أو بصوت خفيض أو تلتهم الكلمات بعينيك التهاما صامتا من كتاب ورقي أو إلكتروني، فلا تغفل قراءة الهوامش أسفل الصفحات؛ إذ تحتوي على مراجع أو ربما دعوات لقراءة المزيد من روايات شائقة، وتجيب عن أسئلتك الحائرة في رحلتك بين سطور الكتاب.

تثقيف النفس لا يعتمد على القراءة وحدها، لكنها أعظم أركان الثقافة، فقد تتمكن من مشاهدة مئات الأفلام والسفر إلى عشرات البلدان، ومخالطة أجناس مختلفة من البشر وتناول مذاقات متنوعة من الطعام لتثري ثقافتك، لكن دون القراءة لا يمكنك أن تكون مثقفا.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى