ملهمات

بعد 10 سنوات من محاولة الانتحار.. كيف تغيرت حياة المنقذ والضحية؟

تثاقلت الهموم على كتفه، وانهار أمام الحزن والاكتئاب الذي حاصره من كل جانب، فقرر الانتحار وهو في ريعان شبابه، قبل أن يفاجأ بشخص لا يعرفه ينقذه في اللحظات الأخيره، فتتغير حياتهما سويا كما اتضح بعد مرور 10 سنوات على ذلك الحادث.

قرار بالانتحار

بعد 10 سنوات من محاولة الانتحار.. كيف تغيرت حياة المنقذ والضحية؟

في عام 2005، وبينما كان من المفترض أن يكون ذلك هو التوقيت الأسعد بالنسبة لكيفين بيرثيا ابن الـ22 عاما، بعد أن أنجب طفلته الأولى، شعر الشاب الصغير بكم الضغوطات التي تحيط به من كل مكان، حيث جاءت الولادة المبكرة لابنته، لتصعد بتكاليف الولادة إلى مبالغ فلكية، لا يمكن لشاب يافع مثله تحملها وحده، ليزداد الشعور بالضغط على كيفين، الذي استسلم لمشاعر الاكتئاب، وتخيل أن الحل الوحيد للخلاص منها، يتلخص في اتخاذ قرار بالانتحار.

وبالفعل اتجه كيفين إلى جسر البوابة الذهبية بكاليفورنيا، الذي يحكي بأنه لم يكن يعرف مكانه من قبل، فسأل المارة عن موقعه حتى وصل إليه: «شعرت بأنني غارق تحت وطأة أحزان ليس لها مثيل، وكأن كل ما كان يزعجني على مدار حياتي قد ظهر أمامي في ذلك اليوم الكئيب، لذا كنت واثقا أنني قد فشلت تماما في تلك اللحظات التي قررت خلالها أن أتحرر من كل الآلام، عبر القفز من جسر البوابة الذهبية، في أول وأخر مرة أزوره فيها على مدار حياتي».

الرجل المناسب

في هذا الوقت، شاءت الصدفة أن تدفع بضابط دورية الطرق السريعة الأربعيني، كيفين بريجز، للمرور فوق جسر البوابة الذهبية، وهو الضابط الذي حمل نفس اسم الشاب الحزين، وكذلك حمل له آمال البقاء على قيد الحياة، فما كان منه إلا أن سعى بكل قوته لامتصاص غضبه، بالرغم من اعتقاده لوهله بأنه سيفشل في إقناعه بالعدول عن فكرته الجنونية.

يقول بريجز: «رأيته يتجه إلى سور الجسر، والتقت أعيننا للحظة، قبل أن يعبر السور ويقدم على القفز، لذا توقعت بأنها نهاية الشاب المسكين، لكنني تدخلت على الرغم من ذلك وبصيص من الأمل يساور عقلي». بدأ بريجز في التحدث مع كيفين، الذي بدا غاضبا جدا في البداية، قبل أن يهدأ بمرور الوقت، كما يحكي كيفين نفسه: «تحدث معي عن ابنتي حديثة الولادة، وأقنعني بشكل أو بآخر أنها تحتاجني معها، لذا عدت إلى صوابي وعدلت عن فكرة الانتحار للأبد».

بعد 10 سنوات من محاولة الانتحار.. كيف تغيرت حياة المنقذ والضحية؟

وبالفعل عاد كيفين عن قراره، بعد أكثر من 90 دقيقة من الحديث مع الضابط بريجز، على حافة الجسر، ليصطحبه لاحقا إلى المستشفى، ولا يرى أحدهما الآخر على مدار سنوات طويلة، حتى حانت لحظة اللقاء الثاني بينهما.

اللقاء الثاني

بعد 10 سنوات من محاولة الانتحار.. كيف تغيرت حياة المنقذ والضحية؟

على مدار 10 سنوات كاملة، أراد كيفين عدم تذكر حادث الجسر، بكل ما شهدته الفترة المواكبة له من أحزان وقرارات خاطئة، لذا أتت موافقته أخيرا على لقاء الضابط بريجز المتقاعد حاليا بصعوبة بالغة، وبعد نصيحة والدته له بذلك كما يحكي: «طالما رفضت التحدث أو حتى تذكر تلك المرحلة المظلمة من حياتي، إلا أن مقابلتي من جديد مع الرجل الذي أنقذ حياتي من قبل، هي ما حفزتني على التحدث في كل ما واجهته من إحباطات وكبوات، معه هو قبل أي شخص آخر».

ومن جهته، أوضح الضابط المتقاعد الذي تسلم جائزة شجاعة على ما بدر منه، أن كيفين ليس وحده من عانى من الإحباط، قائلا: «تجمعنا أمور مشتركة عدة، وما عانى منه كيفين قد ألهمني لعلاج أزماتي الخاصة قبل تطورها للأسوأ، الآن أملك حياة هادئة طالما حلمت بها، فيما يملك هذا الشاب الواعد طفلة رائعة في الـ10 من عمرها، أرغب في رؤيتها قريبا».

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى