ثقافة ومعرفة

كيف رُفعت شيكاغو عن الأرض دون أن يشكو أحد؟

في منتصف القرن التاسع عشر، عانت مدينة شيكاغو من أزمة ضعف إمكانات الصرف الصحي، ومن قلة المساحة المتاحة لتركيب نظام آمن بين شوارع المدينة وسطح مياه بحيرة ميتشجان، ما استدعى لجوء المسؤولين هناك إلى حيلة هي الأغرب، تتمثل في رفع المدينة الأمريكية بأكملها عن الأرض!

مدينة غارقة في الوحل

مع ازدهار مدينة شيكاغو في خمسينيات القرن التاسع عشر، كمنطقة صناعية وميناء بحري مهم، عاش السكان هناك معاناة حقيقية، بسبب شيوع الأوبئة والأمراض القاتلة، التي ظهرت بسبب ضعف إمكانات أنظمة الصرف الصحي بتلك المدينة الأمريكية تحديدا، حيث سمح ذلك وللأسف بانتشار الكائنات المضرة بمياه شيكاغو الراكدة، والتي كان بإمكان الجميع رؤيتها بالشوارع والطرقات الموحلة طوال الوقت.

وصل الأمر إلى الذروة في عام 1854، عندما ضرب وباء الكوليرا القاتل أوصال شيكاغو بقوة، فتسبب في وفاة ما يزيد عن 5% من السكان، الأمر الذي أدى لانتفاضة الجميع بلا استثناء، بحثا عن حلول جادة لتلك الأزمة العالقة منذ سنوات.

بعد طول انتظار، ومع نهاية عام 1955، ظهرت أفضل وأغرب الحلول الممكنة على يد لجنة الصرف الصحي المؤسسة حديثا بشيكاغو، والتي أفادت بضرورة رفع مدينة شيكاغو عن الأرض، حتى تسمح للعاملين بتركيب أنظمة الصرف الصحي أسفل المنازل بشكل فعال، فهل كان هذا ممكنا؟!

شيكاغو ترتفع عن الأرض

بحث المسؤولون والمهندسون الأمريكيون عن أكثر الطرق أمانا لتنفيذ خطتهم العجيبة، حيث اتفق الكل على ضرورة اتباع تلك الطريقة المستحدثة لإنقاذ الموقف سريعا، قبل تفشي الأمراض من جديد بين سكانها.

على مدار عقدين من الزمان، لجأ المسؤولون إلى رفع منازل المدينة عن الأرض، باستخدام الرافعات الهيدروليكية في أغلب الوقت، لما يتراوح بين 4 و14 قدما، من أجل بناء أنظمة الصرف الصحي أسفلها، فيما أصبح من المعتاد حينئذ أن تجد بيوتا تنقل من مكان لآخر، إذ صارت المدينة شاهدة على تغيرات غير عادية في هذا الوقت، تماشيا مع الظروف المحيطة.

المثير أن إجراء رفع المباني بشيكاغو، أصبح معتادا للدرجة التي لم تمنع السكان من التنقل بكل حرية وأمان أثناء قيام العاملين برفع فندق فاخر مثل تريمونت هاوس، أو مبنى شهير كمبنى روبنز، ليسدل الستار في نهاية ستينيات القرن التاسع عشر، على الحيلة الأغرب، التي اتبعها مسؤولو مدينة شيكاغو لمواجهة أزمات الصرف الصحي، عبر رفع المدينة عن الأرض.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى