شائع

شرب الحليب يساعد على النوم.. حقيقة أم أسطورة؟

أكدت الكثير من الكتب والمجلات على مدار سنوات، كما أوضحت نصائح الآباء والأمهات على مدار عقود طويلة، على أهمية شرب الحليب مساء للحصول على نوم هادئ ومريح، فيما نكشف الآن عن سر ظهور ذلك الاعتقاد، وكذلك عن حقيقته من عدمها.

الحليب والنوم والتريبتوفان

انتشرت على مدار أعوام طويلة، تلك النصيحة التي تفيد بأهمية شرب كوب واحد من الحليب ليلا، من أجل اكتساب الجسم والعقل لبعض من الراحة، التي تساعده على النوم سريعا دون أرق أو قلق، وهي النصيحة التي اعتمدت بصورة علمية، على احتواء الحليب على حمض التريبتوفان الأميني، المعروف بدوره في تسهيل الشعور بالرغبة في النوم.

وقد أكد الكثير من الخبراء بالفعل أهمية حمض التريبتوفان، تجاه وقاية المرء من الأرق، حيث أوضحت بعض الدراسات دور ذلك الحمض في علاج حالات تتنوع درجاتها من الأرق وصعوبة النوم، ونصحت باستخدامه ليلا للاستفادة من التريبتوفان الفعال، إلا أنه يبدو وأن الأمر يختلف قليلا عند حصد ذلك الحمض عن طريق الألبان!

الحليب لا يساعد على النوم

بالرغم من الدور البارز للتريبتوفان، المساعد على مقاومة الأرق وتسهيل النوم، إلا أن ظهور ذلك التساؤل عن قدرة التريبتوفان على اقتحام الحاجز الدموي الدماغي، قد غير الكثير من المفاهيم الخاصة بدور الحليب في زيادة الرغبة في النوم.

توصل الباحث سيمون يونج، من جامعة مكغيل الكندية، إلى أن نسب التريبتوفان التي تصل إلى الجسم من خلال الألبان، تدخل في صراع شرس من أجل عبور الحاجز الدموي الدماغي، ولكنها لا تنجح دائما في الفوز به، لذا لا تمر أغلب نسب التريبتوفان للمخ، وبالتالي لا يتأثر الإنسان بالحليب عند شربه، من أجل الحصول على النوم الهادئ الذي يحلم به، وهو أمر يفتح مجال تساؤل آخر، وهو كيف يشعر البعض بالرغبة في النوم فعليا عند شرب الحليب ليلا؟

سر الرغبة في النوم

يجيب أحد التقارير الخاصة بكلية الطب بهارفارد، عن التساؤل المحير حول كيفية إحساس البعض بالنعاس مع شرب الحليب ليلا، حيث يرجع الأمر إلى ظاهرة العلاج بالإيحاء أو العلاج الوهمي، في إشارة إلى أن اعتياد الكثير من البشر ومنذ الصغر، على شرب الألبان قبل النوم، ومن ثم تعمقهم الشديد فيه لاحقا، قد أوهمهم بأن السر يكمن في هذا المشروب الصحي، على عكس ما تكشف عنه الدراسات العلمية الحديثة كافة.

في النهاية، هو تأثير وهمي ولا يمكن أخذه بمحمل الجد، حيث ثبت أن نسب التريبتوفان القادرة على منح الإنسان الشعور بالراحة والرغبة في النوم، لا يمكن لها تجاوز الحاجز الدموي الدماغي، وبالتالي تصبح رغبة الإنسان في النوم مع شرب الحليب، من المشاعر التي تظهر فقط بحكم الاعتياد.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى