شائع

ما الحقيقة وراء عمى الألوان لدى القطط؟

على مدار سنوات طويلة، اعتقد الملايين من البشر أن القطط لا يمكنها أن تفرق بين الألوان، فهل بني هذا الاعتقاد على أمور علمية؟ أم أنه مجرد اعتقاد سخيف ليس له أساس من الصحة؟

نظرية قديمة

قبل أن نكشف عن حقيقة أو عدم صحة معاناة القطط من مرض عمى الألوان، تجدر الإشارة إلى أن سر شيوع ذلك الاعتقاد، يعود إلى السنوات الأولى من القرن الـ20، وتحديدا لعام 1915، حينما أجرى علماء جامعة كولورادو الأمريكية، بحثا علميا يأمل في تبين قدرات الإبصار لدى القطط.

أجرى علماء كولورادو بحثهم القديم، عبر إحضار وعاءين، أحدهما ملون بالرمادي، فيما اكتسب الأخر ألوانا متنوعة، حيث درب العلماء القطط من قبل على أن لمس الوعاء الملون سيعني حصولهم على سمكة صغيرة، فيما يعني لمس الوعاء الرمادي عدم الحصول على أي شيء.

المثير أن القطط أحيانا ما كانت تلمس الوعاء الرمادي، وأحيانا ما كانت تلمس الوعاء الآخر، ما أعطى انبطاعا لدى العلماء بأن القطط لا يمكنها التمييز بين الألوان، فيما اتضح لاحقا وبعد إجراء المزيد من الاختبارات على مدار السنوات التالية، أن تلك القطط لم تكن مدربة بالشكل الكافي على إتمام التجربة المرادة فحسب!

القطط والكلاب ترى الألوان

بالرغم من أن الاعتقاد المشير إلى معاناة القطط من مرض عمى الألوان، قد وصل إلى حد اليقين لدى الكثيرين، بفضل التجربة المشار إليها، إلا أنه تبين كذب ذلك الاعتقاد بمرور السنوات، حيث تأكد الباحثون من قدرة القطط على التمييز بين الألوان، بل وتوصل بعضهم إلى أمور مفاجئة أبعد من ذلك.

في عام 2014، أجرى الباحثون من جامعة لندن الإنجليزية، دراسة تستهدف استكشاف قدرات الثدييات بما فيها القطط، على تمييز الألوان فوق البنفسجية، لتتوصل الدراسة البريطانية إلى قدرة القطط على رؤية هذا اللون، الذي لا يمكن للبشر أنفسهم تبينه، ما يعني أن قدرات القطط في الإبصار أحيانا ما تتجاوز قدرات البشر، ولا تقل عنها كما اعتقد الملايين من قبل.

في النهاية، بحث العلماء مطولا عن كيفية رؤية القطط للألوان والعالم المحيط، حيث توصل بعضهم إلى الصورة التي ترى تلك الحيوانات الأليفة بوساطتها العالم الخارجي، إلا أنها تظل من قبيل الاجتهادات، التي لا يمكن الجزم بصحتها، تماما مثل أسطورة معاناة القطط من عمى الألوان التي كشف عن خداعها الصريح بعد سنوات.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى