على طول ساحل بلدة سان جيان كاب بجنوب شرق فرنسا، يقف قصر لي سيدرز العريق الذي يعد أغلى قصر في العالم، والذي يبلغ عمره 187 عاما، يملكه المخرج الإيطالي دافيد كامباري، ومعروض للبيع الآن بمبلغ 1.1 مليار دولار أمريكي.. هل من مشترٍ؟
تاريخ قصر لي سيدرز
يعود تشييد قصر لي سيدرز إلى الأغراب الذين استوطنوا جنوب فرنسا في القرن الماضي، وكان هؤلاء المستوطنون يتميزون بقدرات صناعية وتجارية كبيرة أدت إلى ارتفاع مقدراتهم المادية، فبدأوا بتشييد القصور الفخمة على طول ساحل البحر المتوسط، لكن تجارتهم وصناعتهم آلت إلى الضياع بعدما انهار سوق البورصة عام 1929، فعمدوا إلى بيع قصورهم إلى الأثرياء الوافدين حديثا إلى المنطقة.
بني قصر لي سيدرز عام 1830، وابتاعه رئيس بلدية فيلفرانش سور مير عام 1850، وفي هذا الوقت كان القصر مزرعة كبيرة لأشجار الزيتون التي لا تزال موجودة بحديقة القصر إلى يومنا هذا.
وفي العام 1904، باع ورثة رئيس البلدية القصر إلى ليوبولد الثاني ملك بلجيكا، والذي قام بإغناء القصر بالكثير من القطع الأثرية والفنية وأولاه عناية فائقة جعلته أحد أفخم القصور، وبعد وفاة الملك البلجيكي استحوذت عائلة مارنيه لابوستول على القصر، وهي عائلة صناعية تشتهر بإنتاج المشروبات، ولمدة 80 عاما دأبت العائلة على زراعة الكثير من النباتات الغريبة في حديقة القصر.
استطاع كامباري الاستحواذ على القصر عام 2016، من خلال استحواذه على شركة عائلة لابوستول، ومنذ ذلك الحين عرضه للبيع من خلال وسيط عقاري.
تبلغ مساحة القصر 18 ألف قدم مربع، ويمتد على مساحة 35 فدانا، وتقدر محتوياته الداخلية من تحف وأثاث شديد الفخامة ولوحات فنية أصلية بـ410 مليون دولار أمريكي، ويقول كامباري مالك القصر الحالي إن المزيج الفريد بين تاريخ المنزل ورفاهيته، علاوة على موقعه الجغرافي المميز على طول الساحل، هي مميزات كافية لجعله أغلى منزل في العالم.
تحيط أشجار النخيل الشاهقة وأشجار الأرز التي بحمل القصر اسمها ببوابة القصر من الخارج على جانبي ممر طويل يعبر من خلاله الداخلين إلى القصر.
ويحتوي القصر على 14 غرفة نوم، وعدد من غرف الجلوس كبيرة الحجم تتزين أسقفها بثريات عملاقة، وتزدان جدرانها بلوحات فنية من القرن الـ19.
وفي إحدى غرف القصر الكبيرة تم تشييد مكتبة عملاقة تمتد من السقف إلى الأرض، تحتضن تلك المكتبة المكسوة بالخشب 3000 آلاف كتاب تتحدث جميعها عن الطبيعة والنباتات.
سعر القصر الحقيقي
يقدر الخبراء أن مبلغ مليار دولار أمريكي ربما كان إشاعة سخيفة من قبل الصحافة المحلية، لكنهم يؤكدون على أن القيمة الحقيقية لمحتويات قصر لي سيدرز، تبيلغ 410 مليون دولار أمريكي، لذا من المؤكد أن هذا الرقم سيؤخذ بعين الاعتبار عند إتمام صفقة البيع التي ستتجاوزه حتما بعد احتساب قيمة الأرض والموقع الجغرافي المميز ومساحة القصر الكبيرة.