شائع

صورة «مصر تساعد أمريكا» ووزيرها يبكي.. حقيقة أم تحريف؟

انتشرت مؤخرا صورة لفتت انتباه الكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها لجلسة توقيع منحة مقدمة من الحكومة المصرية إلى نظيرتها الأمريكية، في أربعينيات القرن الماضي، فما مدى صحتها؟

منحة من مصر إلى أمريكا

في وقت يتحدث فيه الكثيرون عن قوة مصر الاقتصادية والسياسية قديما، جاءت إحدى الصور بالأبيض والأسود، لتبدو وكأنها تدعم هذا الأمر، فقد انتشرت مؤخرا لقطة مصورة أكد ناشروها أنها تعود إلى عام 1944، وتكشف عن وزير الخزانة المصري ‑آنذاك- وهو يجلس ويوقع بعض الأوراق، فيما يقف خلفه نصف مجلس الوزراء الأمريكي.

الأدهى من ذلك، أن كاتب المنشور أكد أن الرجل الذي يقف وهو يجهش بالبكاء هو رئيس وزراء أمريكا، الذي غلبته العاطفة، بعد أن وافق ملك مصر حينها، الملك فاروق، على طلب حكومته بتقديم منحة لا ترد إلى الولايات المتحدة من أجل مساعدتها في حربها ضد الزعيم النازي هتلر، وهي المنحة التي قيل إنها بلغت نحو 400 مليون جنيه استرليني.

لم يكتفِ كاتب المنشور الشائع عبر موقع «فيسبوك» بتلك الكلمات، بل أشار إلى أن الرجل الباكي، والذي يفترض أن يكون رئيس وزراء الولايات المتحدة الأمريكية، أخذ يردد وهو يحاول تمالك نفسه من البكاء: «مصر حقا أم الدنيا»، فما حقيقة تلك الصورة إذن؟

حقيقة الصورة

بعيدا عن المقارنة بين الأوضاع المصرية في الماضي والحاضر، وبعيدا كذلك عن عدم وجود منصب لرئيس الوزراء في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ادعى المنشور العجيب، نكتشف أن الصورة التي قيل إنها تخص منحة لا ترد مقدمة من مصر إلى أمريكا ليست حقيقية، ولم تلتقط في مصر من الأساس.

تبين أن الصورة الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، تعود إلى أربعينيات القرن الماضي بالفعل، ولكن ليس للعام 1944، بل لسنة 1948، وهي من جلسة توقيع عقد بيع نحو 155 ألف فدان من الأراضي المملوكة مسبقا لرجل الأعمال جورج جيليت، لصالح الحكومة الأمريكية، من أجل الاستفادة منها لبناء سد جاريسون، ما تسبب في بكاء جيليت، بعد أن اضطر للتخلي عن أفضل المناطق التي كان يمتلكها بالفعل، وفقا لكلماته.

في النهاية تكشف لنا حقيقة الصورة ببساطة كذب كل ما ورد في المنشورات التي وصفت اللقطة القديمة بأنها دليل على تقديم الحكومة المصرية للمنح لصالح الولايات المتحدة الأمريكية قديما.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى