يئس الأب الملكوم من إمكانية إقناع الأطباء بعدم إغلاق أجهزة الإنعاش التي تبقي ابنه الشاب على قيد الحياة، فأخرج مسدسه مهددا الجميع، قبل أن تحدث المفاجأة التي قلبت كل الموازين.
مأساة أب وابن
في ولاية تكساس الأمريكية، وتحديدا في مستشفى تومبال المحلية، عاش السيد بيكرينج، الرجل الستيني صدمة حقيقية، حين فوجئ بتأخر الحالة الصحية لابنه جورج صاحب الـ27 عاما، والذي تعرض لسكتة دماغية جديدة أدخلته في غيبوبة طويلة رأى الأطباء استحالة علاجها، لذا قرروا رفع أجهزة الإنعاش التي تبقي الابن حيا، وهو ما لم يوافق عليه الأب على الإطلاق.
رفض الأب الحزين قرار المستشفى الأمريكي، بالرغم من اقتناع بقية أفراد أسرة جورج الإبن برأي المستشفى، حيث شعروا هم أيضا بعدم جدوى إبقاء ابنهم الشاب حيا بمساعدة الأجهزة الطبية، على عكس الأب الذي لم ييأس أمام إجماع الأطباء على ضرورة اتخاذ قرار الموت الرحيم، بل وفاجأ الجميع بإخراج مسدسه مهددا كل من يقترب من ابنه الواقع تحت سيطرة غيبوبة طويلة، لم يظن أحدا أنه سيستفيق منها، حتى حدثت المعجزة.
الاستفاقة
على مدار 3 ساعات كاملة، وقف الأب شاهرا سلاحه في وجوه أطباء مستشفى تومبال الأمريكية، حيث أمسك مسدسه باليد اليمنى، ويد ابنه باليسرى، منتظرا حلول معجزة حدثت بالفعل، حين شعر الأب بضغط أصابع يد جورج الإبن، توحي باستفاقة انتظرها الكل طويلا.
يحكي الأب ما حدث في تلك الليلة المفعمة بالمشاعر: «وجدت الأطباء يتحركون سريعا، دون الالتفات إلى رغبتي في عدم رفع أجهزة الإنعاش عن ابني جورج، بينما كنت أثق في إمكانية إفاقته من الغيبوبة، ما حدث أثناء إمساكي بالسلاح، عندما فوجئت بصغيري وهو يضغط على يدي بأصابعه بقوة، ليبدو الذهول واضحا على الجميع».
تحسنت الحالة الصحية للابن سريعا، حيث اعترف بأن والده كسر القانون، ولكن لأسباب وجيهة: «إن كان ما فعله والدي ضد القانون، فقد حدث لأسباب طبيعية، فأنا الآن على قيد الحياة بفضل فعلته، التي لم تنبع إلا عن الحب»، وبالفعل ألقي القبض على الأب بتهمة تهديد الآخرين بالقتل، إلا أن قرار الإفراج عنه لم يتأخر كثيرا، ليعود الوالد إلى أحضان ابنه من جديد بعد أن أنقذه من الموت المحقق.