ثقافة ومعرفة

وسائل التواصل الاجتماعي واكتئاب الأولاد والبنات.. تأثير مختلف!

تؤكد دراسة بحثية حديثة التأثير النفسي السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين، كما تكشف هذه المرة عن الجنس الأكثر تأثرا بسبب تلك المواقع والطبيقات الإلكترونية.

منصات التواصل الاجتماعية والاكتئاب

يدرك الكثيرون الفوائد المرتبطة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للمراهقين، من أجل التعلم وإبداء الآراء وكسب الصداقات، إلا أن للأمر بعض العواقب الوخيمة أحيانا على الصحة النفسية، وبخاصة على الفتيات كما تؤكد إحدى الدراسات الحديثة المنشورة بجريدة  EClinicalMedicine.
تقول ايفون كيلي ‑وهي الباحثة الأولى وراء تلك الدراسة، والأستاذة بكلية لندن في بريطانيا-: «هناك فارق واضح بين تأثير تلك المواقع نفسيا على الفتيات، بالمقارنة بالأولاد ممن تبلغ أعمارهم 14 عاما».
أوضحت الدراسة أنه بالنسبة للمراهقين الذين يستخدمون مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي لأكثر من 5 ساعات يوميا، فإن فرص معاناتهم من أعراض الاكتئاب ترتفع بنسبة 50% للفتيات و35% بالنسبة للأولاد، وذلك بالمقارنة بالمراهقين الآخرين الذين يلجؤون لتلك المواقع لما يتراوح بين ساعة إلى 3 ساعات يوميا فقط.
أكدت الدراسة ‑كذلك- أن الربط هنا بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإصابة بأعراض الاكتئاب، مثل الإحساس بالوحدة، وعدم السعادة أو الراحة، فيما أشارت إلى أن تلك الأعراض غالبا ما تنتج عن أفعال مرتبطة بتلك المواقع، مثل قلة ساعات النوم، والتعرض للتنمر الإلكتروني.

الفتيات أكثر عرضة

احتاجت الدراسة ‑التي أجريت في بريطانيا- إلى بيانات أكثر من 10 آلاف مراهق ومراهقة، ولدوا ما بين عامي 2000 و 2002، حيث لاحظ الباحثون ارتفاع فرص المعاناة من أعراض الاكتئاب بسبب تلك مواقع التواصل الاجتماعي لدى الفتيات بصورة واضحة، في ظل طول فترات الاستخدام بالمقارنة بالأولاد.
توصل الباحثون إلى أن أكثر من 43% من الفتيات، يستخدمن هذه المواقع لأكثر من 3 ساعات يوميا، مقابل 21% من الأولاد الذين يفرطون في تصفح تلك المواقع، ما يكشف عن أحد الأسرار وراء زيادة نسبة الفتيات المصابة بأعراض الاكتئاب.
تعقب ايفون كيلي على تلك النتائج قائلة: «هناك 4 أمور رئيسية تدور حولها الدراسة، بكل ما ذكر فيها من آثار سلبية بالنسبة للمراهق، وسواء كان ولدا أو فتاة، تلك الأمور هي: قلة النوم، والتنمر الإلكتروني، وعدم الرضا عن الشكل، وعدم الرضا عن النفس بشكل عام»، مضيفة: «تؤثر تلك الأشياء على المراهقين، ولكن بصورة أكبر على الفتيات، لتسبب لهن أعراض الاكتئاب في نهاية المطاف».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى