ثقافة ومعرفة

علاقة عجيبة بين مشكلات اللثة وألزهايمر!

تثبت دراسة حديثة علاقة عجيبة غير متوقعة بين أمراض اللثة والإصابة بألزهايمر، فكيف يمكن لمشكلات بالفم أن تتسبب في مرض ذهني بالعقل؟
اللثة وألزهايمر
يسعى العلماء بشكل مستمر إلى السيطرة ‑قدر الإمكان- على مرض ألزهايمر الشائع، والذي يصيب كبار السن في أغلب الوقت، لذا ظهرت تلك الدراسة العلمية الحديثة كمحاولة جديدة لإيقاف مد هذا المرض الذهني، حيث توصلت الدراسة التابعة لشركة كورتيزم الطبية، التي تعمل على إيجاد علاجات دوائية لألزهايمر، إلى أن الإصابة بهذا المرض ربما تحدث بسبب بكتيريا تصيب اللثة، في علاقة عجيبة بين مشكلات الفم والعقل.
اعتمد الفريق البحثي المكون من أستاذة وأطباء بجامعات مختلفة، تحت قيادة شركة كورتيزم الطبية، على دراسة عقول بعض مرضى ألزهايمر، حيث فوجئ الباحثون ببكتيريا Por­phy­romonas gin­gi­valis بداخلها، وهي البكتيريا المسؤولة من الأساس عن إصابة الإنسان بمرض اللثة المزمن، ما يشير لاحتمالية تسببها في معاناة البعض من ألزهايمر.

الدراسة

عقد الباحثون بعض المقارنات بين عقول الأشخاص الأصحاء، وعقول هؤلاء المصابين بألزهايمر، من أجل الوقوف على حقيقة تلك الظاهرة الغريبة، إذ لاحظ الأطباء بداخل أنسجة مخ مصاب ألزهايمر، نسب مرتفعة من إنزيمات تدعى gingi­pains، ترتبط من ناحية بمرض ألزهايمر ومن الناحية الأخرى بمرض اللثة المزمن.
يقول روبيرت موير، وهو طبيب المخ والأعصاب بمستشفى ماساتسشوستس الأمريكية: «أثق تماما في أن تلك البكتيريا تعتبر أحد العوامل المؤثرة وراء الإصابة بألزهايمر، إلا أنني لازلت متشككا في كونها العامل الأول وراء المعاناة من هذا المرض».
لم يكتفِ الباحثون بدراسة أنسجة مخ المرضى، بل لجؤوا كذلك إلى فئران التجارب، حيث وضعوا البكتيريا المشار إليها بأجسادهم، ليفاجأوا بعد 6 أسابيع فقط، بهذه الفئران تبدو عليها علامات الإصابة بأعراض ألزهايمر، ما زاد من يقين هؤلاء الباحثين والأطباء بقدرة تلك البكتيريا على تحفيز المرض الذهني المعروف.
يعقب طبيب الأمراض العصبية والأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية، جيمس نوبل، على نتائج تلك الدراسة التي لم يشارك بها، قائلا: «يبدو الأمر للوهلة الأولى عجيبا ويصعب تصديقه، إلا أنه من الواضح أن الفترة المقبلة سوف تشهد إثبات صحة ما وصلت إليه الدراسة الأخيرة من نتائج، ليتأكد أن مشكلات اللثة أبرز مسببات ألزهايمر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى