ملهمات

قطرات الجيلي.. حيلة لتفادي إصابة العجائز بالجفاف

لاحظ الشاب الصغير، أن جدته المصابة بضعف الذاكرة تنسى شرب المياه أحيانا، الأمر الذي كاد يودي بحياتها ذات مرة بسبب تعرضها للجفاف الشديد، ما دفعه لاحقا لابتكار الحل الأمثل لأزمات أغلب مرضى ألزهايمر ومشكلات الذاكرة من حول العالم، والمتمثل في «قطرات الجيلي».

ضعف الذاكرة والجفاف

تتعدد الأسباب التي تزيد من فرص إصابة مرضى ألزهايمر بالجفاف، بداية من نسيان شرب المياه، ونهاية بعدم تذكر طريقة الشرب نفسها، بجانب معاناة بعض المرضى من مشكلات بالبلع تتسبب في عدم رغبتهم في الحصول على السوائل بشكل عام.

هنا تصبح مصيبة المريض بضعف الذاكرة مصيبتين، فعلاوة على عدم قدرته على تذكر أبسط الأمور، يفتقد شريان الحياه، الذي يعني نقصانه في الجسم التعرض للجفاف وأزمات صحية أخرى عدة، لذا سعى الشاب البريطاني، لويس هورنباي، إلى إيجاد حل مثالي، لمعضلة أرهقت جدته ومعها الملايين ممن يعانون ضعف الذاكرة.

جدة مريضة وحفيد مبتكر

بدأ الأمر عندما نقلت جدة لويس إلى أحد المستشفيات بصورة عاجلة بسبب تعرضها للجفاف، حيث ظلت تحت الرعاية المركزة لـ24 ساعة، حتى بدأت في استعادة عافيتها، مع الحصول على بعض السوائل، كما يحكي لويس الحفيد: «غالبا ما يصبح اكتشاف معاناة مريض الخرف وضعف الذاكرة من الجفاف، أمرًا معقدًا للغاية، نظرا لصعوبة تبين حقيقة الأعراض من عدمها لدى هذا المريض، لذا من الوارد أن يتطور الوضع للأسوأ حتى يهدد الحياة، كما حدث مع جدتي».

يوضح لويس مأساة جدته المريضة بضعف الذاكرة، قائلا: «تعرضت جدتي لأزمة حادة ذات يوم، حيث أنقذ الأطباء حياتها مع حصولها على السوائل التي افتقدتها، دون أن نعلم، بعد أن اكتشفنا أنها كانت تنسى القيام بأبسط شيء ممكن وهو شرب الماء، الذي صار بلعه مرهقا بالنسبة إليها»، من هنا بدأ لويس تجاربه التي انتهت بابتكار يبدو مثاليا لمرضى الخرف جميعا، بمن فيهم الجدة المسنة.

قطرات الجيلي

أمضى لويس نحو أسبوع كامل في دار رعاية مرضى ضعف الذاكرة والخرف، وقابل الكثير من المتخصصين للوقوف على حل سهل ن دون أن يؤدي ذلك إلى تضرر المرضى بأي شكل من الأشكال ثم توصل إلى ابتكاره المذهل، وهو قطرات الجيلي، وهو عبارة عن كرات صغيرة من السوائل، مبهرة الألوان، يبدو تناولها أكثر سهولة من شرب الماء، فيما تزيد نسبة المياه فيها لما يزيد على 90% من مكوناتها، فتساعد في ترطيب الجسم.

لاحظ لويس مع تقديم تلك الكرات، عدم رفض المرضى تناولها، بعكس ما كان يحدث عند تقديم السوائل إليهم، كما يحكي: «عندما وضعت تلك الكرات أمام جدتي، فوجئت بأنها تناولت 7 كرات منها في غضون 10 دقائق فقط، أي ما يعادل كوبا ممتلئا بالمياه، وهو الكم الذي كانت تحصل عليه من قبل بعد ساعات من العناء».

في النهاية، لم يصبح ابتكار لويس خاصا بجدته فقط، ولا حتى بالمرضى المجاورين لها في دار الرعاية، بل زادت شهرة قطرات الجيلي حتى حصدت جوائز مختلفة في المملكة المتحدة، مثل جائزة هيلين هاملين للتصميم وجائزة سنودون للإعاقة، وكذلك جائزة التأثير الاجتماعي المقدمة من كلية دايسون للتصميم الهندسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى