رياضةملهمات

بعد 16 عامًا من الإدمان.. كيف استعاد السباح أنتوني إيرفين بريقه؟

16 سنة كاملة انتظرها السباح العالمي، أنتوني إيرفين، من أجل استعادة بريقه المفقود، بعد سنوات من الغرق في بحار الاكتئاب والإدمان، ترى كيف تمكن البطل الأوليمبي من العودة لتحقيق البطولات بعدما وصل به الحال إلى محاولة الانتحار يوما؟

من بطل إلى مدمن

أنتوني إيرفين.. السباح الأوليمبي الذي غرق في بحار الإدمان والإكتئاب قبل النجاة
ربما يعد السباح الأمريكي، أنتوني إيرفين، هو أكثر رجال العالم إيمانا بإمكانية الحصول على الفرصة الثمينة لأكثر من مرة، فبعدما ابتعدت عنه الأضواء، وصار تائها بلا هدف، عادت إليه الفرصة من جديد ليقوم باستغلالها بأفضل طريقة ممكنة على ما يبدو.
في عام 2000، تمكن أنتوني ابن الـ19 عاما حينئذ، من تحقيق إنجاز لا يتكرر كثيرا، مع حصوله على الميدالية الذهبية بأوليمبياد سيدني رغم صغر سنه، حيث ظن الجميع أنه أسعد الأشخاص حالا، إلا أنه لم يكن كذلك في واقع الأمر، بل كان متشككا في أهدافه، بل وفي رغبته في ممارسة السباحة من الأساس، على الرغم من كونها رياضته المفضلة منذ الصغر.
بدأ أنتوني في الابتعاد رويدا رويدا عن سر شهرته، السباحة، ليعلن بشكل مفاجئ اعتزاله في عام 2003، بعدما صار النجم الأوليمبي الحائز على بطولة العالم أكثر تشتتا من ذي قبل، حيث بدأ في تناول الخمور بصفة مستمرة، وتعاطي المخدرات بأشكالها المختلفة، الأمر الذي استمر معه لسنوات وسط اندهاش وحزن محبيه.
وصل الحال بأنتوني للقاع مع إيداعه بالسجن لفترة قصيرة، حيث حاول التخلص من مصيره البائس عبر الانتحار، إلا أنه عاد من تلك التجارب القاسية أكثر قوة، وبشكل لم يتوقعه الكثيرين.

عودة مثالية

أنتوني إيرفين.. السباح الأوليمبي الذي غرق في بحار الإدمان والإكتئاب قبل النجاة
في البداية، سعي أنتوني إلى استعادة حياته التائهة عبر الانغماس في العلم، حيث قام بتحضير رسالة ماجستير في الرياضة والثقافة والعلوم، بجامعة كاليفورنيا، في خطوة صارت هي نقطة التحول غير المتوقعة بالنسبة لأنتوني نفسه.
يحكي أنتوني تفاصيل تلك الفترة قائلا: «في عام 2011، كنت أكتب في إحدى أوراق رسالة الماجستير، حيث كنت أتحدث من خلالها عن علاقتي بالرياضة، لأجد نفسي أرغب في استعادة كل ما فقدته يوما، لذا فمع انتهائي من كتابة تلك الورقة، وعدت نفسي بأنني أنهي كذلك تدخين آخر سيجارة لي، لأضع كامل تركيزي على حمام السباحة وحسب».
بالفعل، عاد أنتوني برغبته الأكيدة تلك المرة، لممارسة رياضته المحببة من دون أي ضغوط، ولكن بعد نحو 10 سنوات كاملة من الانقطاع عن ممارستها ولو بصورة احترافية، إذ بدا من المستحيل بالنسبة للبعض أن يستعيد النجم السابق قدراته الفائقة، إلا أن المفاجأة حدثت بمرور الوقت.
تمكن أنتوني عبر 6 أشهر فقط من التدريب، من المشاركة في أوليمبياد لندن لعام 2012، ليذهل الكل بعودته المثالية التي أهلته للحصول على المركز الخامس، وهو الترتيب الجيد نظرا لطول فترة الابتعاد وقلة فترة الاستعداد، لذا أيقن أنتوني أن المزيد من الاجتهاد ربما يعيد كل شيء لسابق عهده في الأوليمبياد التالية.
مرت السنوات على أنتوني بالشكل المطلوب، بما يحمل من تركيز فائق وتدريب مجهد، لتشهد أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل، تحقيق الإنجاز الأشبه بالإعجاز، المتمثل في نجاح بطل أوليمبي سابق في الفوز من جديد بالميدالية الذهبية، بعدما كان قد حقق الإنجاز نفسه منذ 16 سنة كاملة شهدت الكثير من الإحباطات، ولكنها انتهت بإنجازات يرغب أنتوني في تكرارها مع حلول أوليمبياد 2020.
يتحدث أنتوني عن نفسه في النهاية بالقول: «دائما ما كانت قدراتي تتخطى توقعاتي، لذا صار كل شيء ممكنا بالنسبة لي، أنا مستعد للفوز من جديد في كل مرة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى