شائع

حقيقة ترفيه الشرطة السويدية عن المواطنين بسبب اختفاء الجرائم

منشور شائع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يكشف عن انخفاض حاد بمعدلات الجريمة بالسويد، لدرجة دفعت قوات الشرطة لإضاعة وقت الفراغ الطويل لديها، عبر تنظيم حفل من أجل المرح مع المواطنين، فهل هذا أمر وارد حقا؟.

الشرطة السويدية وأوقات الفراغ

تبرز الكثير من المنشورات وبصفة دائمة، الفوارق الواضحة بين أساليب الحياة في دول أوروبا، وبين تلك الأساليب في مناطقنا العربية، لذا يأتي انتشار تلك المجموعة من المنشورات الجديدة والشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تحت عنوان «الشرطة تلهو مع المواطنين في السويد».

كشفت عدد من المنشورات عن بعض الصور التي تشير إلى مطاردات بين رجال الشرطة في السويد وعدد من المواطنين هناك، ولكن بشكل ترفيهي حيث أوضحت أن انخفاض شديد في معدلات الجريمة في تلك الدولة الاسكندنافية، دفع قوات الشرطة لإقامة حفل ترفيهي يجمعهم بأبناء البلاد.

أضافت المنشورات التي لاقت استحسان عدد ليس بقليل  من رواد منصات التواصل الاجتماعي، بأن أحداث تلك الحفلة الترفيهية تمثلت في قيام المواطنين بالركض، في ظل مطاردة رجال الشرطة لهم، من أجل إضفاء بعض المرح في الأجواء من ناحية، ولأجل إضاعة وقت الفراغ الطويل الذي تعاني منه الشرطة السويدية من الناحية الأخرى لاختفاء الجرائم، فما حقيقة تلك المعلومات المثيرة للدهشة؟

الحقيقة

في البداية، نشير إلى عدم بيان وجود ما يدعي بيوم الشرطة الترفيهي في السويد، والذي يفترض أن تركض خلاله عناصر من الشرطة وراء المواطنين، أملا في إضاعة أوقات الفراغ الطويلة هناك.

أما عن اعتقاد البعض بوجود بعض الدول التي لا يعاني شعبها من الجريمة، نظرا لارتفاع المستوى الاقتصادي لديها، فإن الإحصاءات الرسمية تثبت عدم صحة ذلك الاعتقاد في كثير من الأحوال، وخاصة مع إشارتها إلى زيادة معدلات الجريمة في دولة مثل السويد مؤخرا وبشكل ملحوظ، بالمقارنة بالسنوات السابقة.

يكشف المجلس الوطني السويدي لمنع الجريمة، عن ارتفاع معدلات الجرائم بدرجة واضحة، خلال عام 2018 المنصرم، وبالمقارنة بالأعوام السابقة، حيث أشارت لوقوع أكثر من مليون جريمة خلال الأشهر القليلة الماضية، ما ينفي فكرة استمتاع رجال الشرطة بأوقات طويلة من الفراغ كما ادعت بعض المنشورات.

كذلك أوضح المجلس السويدي ارتفاع معدلات عمليات النصب والاحتيال، بنسبة بلغت 25%، في ظل زيادة نسب الجريمة بحق المرأة بنحو 3%، وبنسبة وصلت إلى 1% فيما يخص الجرائم بحق الأطفال.

في النهاية، نشير إلى أن هبوط معدلات الجريمة في بعض الدول أمر وارد، إلا أن انخفاضها بدرجة حادة، تسمح بلهو الشرطة مع المواطنين أمام الجميع، هو درب من الجنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى