شخصيات مؤثرةملهمات

غريتا تونبرج.. مراهقة قاطعت دراستها فألهمت العالم

فتاة صغيرة في الـ15 من عمرها، أدركت منذ سنوات تبعات أزمة التغير المناخي، التي أثرت بالفعل على بلادها وحتما ستؤثر على دول العالم كافة في المستقبل، فأبدت اعتراضها المفاجئ عبر مقاطعة مدرستها والاعتصام أمام البرلمان، إنها المراهقة السويدية الملهمة، غريتا تونبرج، التي لفتت انظار الملايين لكارثة الاحتباس الحراري العالمي.

أحزان مراهقة

 

غريتا تونبرج.. المراهقة التي ألهمت العالم عبر مقاطعة مدرستها

لم يكن من المعتاد على عقل المراهقة السويدية، غريتا تونبرج، أن تشاهد تلك المجموعة من الأفلام الوثائقية بمدرستها، والتي أشارت إلى تبعات التغير المناخي بالعالم، وإلى معاناة الحيوانات البرية في القطب الشمالي، وكذلك إلى أزمات أخرى من صنع الإنسان كامتلاء المحيطات بالمخلفات البلاستيكية، حينئذ شعرت بآلام شديدة لما يحدث من حولها، وأرادت أن تحدث التغيير الفعلي بنفسها.

تحكي غريتا عن تلك الفترة قائلة: «بكيت بشدة عند مشاهدة تلك اللقطات الحقيقية، حيث لاحظت اهتمام زملائي بتلك الكوارث المحيطة بنا، إلا أنهم انشغلوا بمجرد انتهاء عرض هذه الأفلام الوثائقية بأمور أخرى، فيما لم أتمكن من القيام بنفس الشيء، لأن الصور التي شاهدتها ظلت في عقلي طوال الوقت».

تحدثت غريتا مع أسرتها، إذ سعت إلى إقناعهم في بادئ الأمر بضرورة اهتمام الجميع بأزمات التغير المناخي المتلاحقة، إلا أن موجة حرائق الغابات التي ضربت عدد من دول شمال أوروبا، ومن بينها موطن غريتا السويد، جعلها تبدأ في تنفيذ أفكارها دون تردد.

فتاة ملهمة

غريتا تونبرج.. المراهقة التي ألهمت العالم عبر مقاطعة مدرستها

كانت البداية في شهر أغسطس من عام 2018، عندما أعلنت غريتا ابنة الـ15 عاما آنذاك، مقاطعتها لمدرستها ليوم محدد كل أسبوع، لتذهب خلال هذا اليوم إلى مقر البرلمان السويدي، وتجلس أمامه وهي ممسكة بلافتة وعدد من الأوراق، التي تشرح للجميع مخاطر تغيرات المناخ في العالم.

لم يهتم أحد بسلوك الفتاة الصغيرة في يوم الاعتصام الأول، لا من أصدقاء المدرسة ولا من المارة في الشوارع، إلا أنه مع حلول ثاني أيام إضراب غريتا أمام البرلمان، بدأ البعض في مشاركة المراهقة الدؤوبة غضبها، لتصبح فجأة مثار حديث الكثيرين عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بأشكالها المختلفة.

غريتا تونبرج.. المراهقة التي ألهمت العالم عبر مقاطعة مدرستها

حفز والدي غريتا ابنتهما الصغيرة على ممارسة نشاطاتها الملهمة، رغم قلقهما بعض الشيء من وضعها الصحي، نظرا لإصابتها منذ عدة سنوات بمرض الوسواس القهري، إلا أن حماس الابنة دفعهما إلى مساندتها في كل شيء، حتى وإن تضمن ذلك إلقاء كلمة أمام آلاف البشر، سواء في مؤتمر الأمم المتحدة المهتم بالتغير المناخي، أو بمنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس.

غريتا تونبرج.. المراهقة التي ألهمت العالم عبر مقاطعة مدرستها

اليوم، صارت غريتا تونبرج وهي ابنة الـ16 عام الآن، رمزا للانتفاض من أجل المناخ، حيث أقام طلاب المدارس من حول العالم الكثير من الاعتصامات تأييدا لأفكارها، التي تأمل المراهقة السويدية من خلالها، أن تجعل العالم مكان أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى