شائع

أكاذيب حول حرائق الأمازون

انتشرت في الفترة الأخيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، منشورات عدة تحدثت عن ما سمي بكارثة حرائق الأمازون، حيث أشارت لمعلومات تبدو شديدة الخطورة، ولكن هل كانت صادقة من الأساس؟

حرائق الأمازون

في موسم اشتعال حرائق الغابات حول العالم، جاء شيوع عدد كبير من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت عن حرائق الأمازون بما حملت من معلومات نكشف الآن عن دقتها.

أوضحت المنشورات التي انتشرت بمواقع فيسبوك وتويتر وغيرها، أن أزمة حرائق الأمازون الحقيقية، تنبع من كون تلك الغابات تنتج نحو 20% من الأكسجين المتاح بكوكب الأرض، ما يشير لخطورة الحرائق التي قد تؤثر على نسب الأكسجين حول العالم.

زادت كذلك تلك المنشورات من خطورة الأمر في عقول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على أن حرائق الأمازون هذا العام، هي الأشرس منذ سنوات طويلة، لذا ستبدو نتائجها الكارثية على كوكب الأرض أكثر وضوحا خلال الفترة المقبلة، في ظل نفوق الكثير من الحيوانات والكائنات الحية التي كانت تعيش بالقرب من تلك المنطقة، فما صحة تلك المعلومات مجتمعة؟.

حقيقة الكارثة

على الرغم من مأساة اشتعال حرائق الغابات بشكل عام، التي ينتج عنها مخاطر مختلفة تحيط بالبشر والبيئة، إلا أن أغلب المعلومات التي أرفقت بالمنشورات المهتمة بأزمة حرائق الأمازون، تبدو مغلوطة رغم انتشارها السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي، فبينما كشف مشاهير مثل الممثل العالمي ليوناردو ديكابيريو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن خطورة حرائق الأمازون باعتبارها تنتج 20% من الأكسجين على كوكب الأرض، يتبين أن هذا الرقم يستحيل حسابيا أن يكون صحيحا، وفقا لجوناثان فولي، الرئيس التنفيذي السابق لأكاديمية كاليفورنيا للعلوم ومؤسس مشروع Draw­down المعني بالتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.

يؤكد فولي أن نسبة 10% من أكسجين كوكب الأرض، تنتج عبر الغابات الاستوائية في العالم أجمع، بما تشمل من غابات في إفريقيا وآسيا، مشيرا إلى أنه بإجراء بعض الحسابات، فإنه يتضح أن غابات الأمازون لا يمكنها إنتاج أكثر من 6% من أكسجين كوكب الأرض.

أما عن اعتبار حرائق الأمازون هذا العام، هي الأشرس والأكثر خطورة منذ سنوات، فالتوضيح هنا متروك لوكالة ناسا للفضاء، والتي أشارت وفقا لبيانات الأقمار الصناعية الخاصة بها، إلى أن معدل الحرائق في العام الحالي يعتبر شديد القرب من المعدلات التي ظهرت خلال الـ15 سنة الماضية.

يتبين لنا أيضا عدم صحة نفوق عدد هائل من الحيوانات التي كانت تعيش بالقرب من حرائق الأمازون، حيث يؤكد أستاذ علم البيئة بجامعة أوهايو الأمريكية، مازيكا سواليفان، أن الكائنات الحية اعتادت الهرب من كوارث متوقعة مثل الحرائق، لذا فبصرف النظر عن الصغار منها، تتمكن الحيوانات من الإفلات من نيران حرائق الغابات بشكل يبدو أسهل مما يتوقعه البشر.

في النهاية، لا يمكن التقليل من حجم كارثة حرائق الأمازون، إلا أن نشر المعلومات المغلوطة بحجة لفت الأنظار للأزمة يظل مبدئا مرفوضا ويتطلب التصحيح، مع الشكر للسيد Mohamed Gamal Frank على إلهامه لموقع قل ودل بكتابة هذا الموضوع من خلال منشوره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى