علاقات

آباء الهليكوبتر.. عندما يؤدي فرط الاهتمام بالطفل لكارثة تربوية

هل سمعت من قبل عن مصطلح آباء الهليكوبتر؟ إنها تلك الطريقة التربوية التي يقوم خلالها الآباء بالتركيز بصورة مبالغة على حياة أطفالهم، بحيث يساعدونهم في الواجبات الدراسية، ويقومون بالتدخل لحل أبسط المشكلات مع أصدقائهم، ليطوفوا فوق الأطفال لحمايتهم تماما مثل طائرات الهليكوبتر، ما يضر الطفل ولا يفيده في نهاية المطاف.

علامات تكشف آباء الهليكوبتر

ظهر مصطلح آباء الهليكوبتر للمرة الأولى في نهاية الستينيات من القرن الماضي، حيث بدا مرتبطا بالآباء الحريصين على حماية أطفالهم بصورة مبالغة، أملا في عدم مواجهة صدمات قاسية في الحياة، الأمر الذي يحول دون حصول الأطفال على الحرية الكاملة في اتخاذ القرارات ومن ثم التعلم من الأخطاء.

يمكن اكتشاف آباء الهليكوبتر عبر عدد من العلامات، من بينها تتبع الطفل أينما كان، سواء في المدرسة أو في النادي أو مع الأصدقاء، فيما يقوم الأب في تلك الحالة بالرد نيابة عن الطفل عند توجيه الأسئلة إليه، بل ولا يدع له فرصة حل المشكلات الخاصة به، حين يتدخل في أصغر الأزمات لعلاجها بدلا من ترك الفرصة للطفل لأجل تعلم كيفية مواجهة مشكلاته.

كذلك يرفض آباء الهليكوبتر أن يتقبلوا فكرة فشل أطفالهم في أي من الأمور، لذا لا يجدوا أزمة في حل الواجبات المدرسية بدلا منهم أحيانا، فيما تنتابهم مشاعر القلق الشديد عند خروج أطفالهم عن الدائرة الخاصة به، سواء عند التنقل من مكان لآخر أو عند التواجد وسط أصدقاء مختلفين.

مخاطر تحوم حول الطفل

بينما أطلق مصطلح آباء الهليكوبتر، للكشف عن أب يحوم حول الطفل ليلا ونهارا لحمايته بصورة مبالغة، فإن المخاطر كذلك تحوم حول الطفل في تلك الحالة، نظرا لأنه مع تلك الطريقة التربوية الخاطئة، لا يتعلم كيفية التأقلم مع التحديات والأزمات التي يواجهها بمرور السنوات.

كذلك ربط بعض الخبراء بين آباء الهليكوبتر وبين تنشئة أطفال يعانون من بعض المشكلات النفسية، التي يأتي في مقدمتها للأسف مرض الاكتئاب وغيره من الأزمات الخاصة بعدم الاستمتاع بالحياة، علما بأن الطفل في تلك الحالة تتسلل له مشاعر بعدم الثقة في النفس، نظرا لقيام الأب أو الأم بالتصرف نيابة عنه.

الحلول

إن شعرت أنك تعاني من أزمة آباء الهليكوبتر، فعليك بوضع جدول يومي للطفل، يحصل خلاله على بعض الوقت للراحة، وليقوم بما يرغب فيه دون توجيهات أو أوامر، كما ينصح بإعطاء الطفل بعض النشاطات المنزلية التي تتماشى مع عمره، لأجل إتمامها بنجاح ومن ثم تزيد ثقته بنفسه.

يتطلب الأمر أيضا إدراك ضرورة وقوع الطفل في الأخطاء من أجل التعلم، لذا ينصح الأب دائما بإعطاء الفرصة للأطفال من أجل القبول بالمخاطرات مع إدراكهم بأنه بالقرب منهم، ومستعد لتقديم المساعدة إن احتاجوها، مع إمكانية الرجوع إلى أطباء وخبراء علم النفس، إن بدا التوصل إلى طريقة تربوية صحيحة أمرا صعبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى