ثقافة ومعرفة

الاضطراب المفتعل.. عندما تصل المعاناة النفسية إلى حد ادعاء المرض

هل تلاحظ أحيانا وجود شخص يدعي إصابته بالأزمات الصحية طوال الوقت للفت الانتباه؟ ربما هو لا يعاني من أمراض مختلفة كما يسعى لإقناع من حوله، لكنه إذن مصاب بأزمة أخرى، تدعى الاضطراب المفتعل.

الاضطراب المفتعل

هو مرض نفسي خطير يصيب نسبة ليست قليلة من البشر حول العالم، حيث يسعى المصاب به لجذب انتباه وتعاطف الآخرين، عبر ادعاء معاناته من مشكلات عضوية أو نفسية.

تتعدد الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى ادعاء المرض، أو الأسباب التي تؤدي للمعاناة من الاضطراب المفتعل، ومن بينها المعاناة في سن الطفولة من التجاهل من الآخرين، أو التعرض في هذا العمر الصغير للإساءة.

من الوارد أن تظهر أعراض الاضطراب المفتعل لدى البعض، بسبب الإصابة بمرض ما في الصغر، أثر في الحالة النفسية للمريض، علما بأن النسبة الأغلب من المصابين بهذا الاضطراب من الفتيات في الثلاثينيات من العمر، فيما تعاني نسبة كبيرة من المصابين بالاضطراب المفتعل من الاكتئاب.

الأعراض

تنقسم أعراض الاضطراب المفتعل، إلى أعراض تظهر على المريض نفسه، وأعراض أخرى تؤثر على الآخرين، حيث نجد أن الأعراض المؤثرة على المريض نفسه تتنوع بين عدم الاكتفاء بادعاء الإصابة بالألم النفسي أو العضوي، بل يقوم المريض في تلك الحالة بإصابة نفسه بواسطة أداة ما، ليقنع الآخرين بمرضه، الأمر الذي يمارسه مصاب الاضطراب المفتعل حتى ولو لم يجد الاهتمام المطلوب ممن حوله.

أما عن الأضرار التي تؤثر على المحيطين، فهي تلك التي تتمثل في الإضرار بأحد الأشخاص المقربين، وخاصة إن كان من الأطفال الصغار، ربما للإشارة إلى المعاناة من أزمة نفسية حقيقية لا تحمل الادعاء.

يشير الأطباء بشكل عام إلى بعض من الأعراض العامة التابعة للاضطراب المفتعل، وتشمل الادعاء بالإصابة بأعراض مختلفة في كل مرة، عدم التجاوب مع الأدوية العلاجية، الرغبة الدائمة في الحصول على الأدوية العلاجية والخضوع للفحوصات الطبية، علاوة على المعرفة التامة بأعراض الأمراض من أجل سهولة تقمص شخصية المريض بها.

العلاج

يبدو علاج الاضطراب المفتعل شديد الصعوبة، نظرا لأن المصاب لا يدرك من الأساس ومن ثم لا يعترف بأنه يدعي المعاناة من تلك الأزمة النفسية على وجه التحديد.

المطلوب هو ملاحظة مصاب الاضطراب المفتعل أغلب الوقت، من أجل ضمان عدم تعرضه أو تعرض الآخرين من حوله للأذى، في ظل عدم اتزانه على المستوى النفسي، فيما توصف له الأدوية العلاجية فقط في حال معاناته من أزمة نفسية أخرى مثل الاكتئاب.

في النهاية، ينصح عند ملاحظة معاناة أحد المقربين منك بأزمة الاضطراب المفتعل، بمحاولة عرضه على الطبيب النفسي، إذ ربما يساعد ذلك في تحسين حالته مع الخضوع للعلاجات المطلوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى