عالم حواء

المشيمة.. ما هي وما أبرز مشكلاتها؟

بينما تأكل يقوم أحدهم بقطع الطعام عنك! هل تخيلت ذلك يوما؟ ربما يكون تخيل قطع الطعام سهلا إذا ما قورن بتخيل أن يقوم أحدهم بخنقك! نعم، إنه انفصال المشيمة، تلك المشكلة التي تودي بحياة المسكين قبل أن نختار له اسما أو يصرخ صرخته الأولى معلنا عن قدومه، فما هي تلك المشكلات التي قد تودي بحياة الطفل؟ بل قد تتجاوز خطورتها الطفل وتصيب الأم، تعال معي نحاول إنقاذ الاثنين.

ما هي المشيمة؟

المشيمة
المشيمة

المشيمة  (Pla­cen­ta) هي عضو ينمو داخل الرحم أثناء الحمل، ويبدأ نموه مذ لحظة حدوث الإخصاب أي منذ الأسبوع الأول من الحمل، وتوفر المشيمة الأكسجين والعناصر الغذائية للطفل الذي ينمو ويزيل الفضلات من دمه. في البداية  تعلق المشيمة بجدار الرحم، وينشأ عنه الحبل السري للطفل، وعادة ما يتم إرفاق العضو بأعلى الرحم أو جانبه أو أمامه أو خلفه، وتبدأ عملها بشكل كامل في الأسبوع التاسع، وفي حالات نادرة، قد تعلق المشيمة في الجزء السفلي من الرحم وفي حالة حدوث ذلك يطلق عليها المشيمة المنخفضة أو المشيمة المنزاحة.

شاهد أيضاً: معرفة نوع الجنين

مشكلات المشيمة

المشيمة
المشيمة
  • انفصال المشيمة (Pla­cen­tal Abrup­tion)

إذا تقشرت المشيمة بعيدا عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة — جزئيا أو كليا — تتطور حالة تعرف باسم انفصال المشيمة، وقد يؤدي حدوثها إلى حرمان الطفل من الأكسجين والعناصر الغذائية وقد يحدث نزف شديد للأم، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى حالة طارئة تتطلب إجراء ولادة مبكرة.

  • المشيمة المنزاحة (PrPla­centa evia)
    تحدث هذه الحالة عندما تغطي المشيمة  عنق الرحم جزئيا أو كليا، وهذه المشكلة هي الأكثر شيوعا في وقت مبكر من الحمل وقد تزول هذه الحالة مع نمو الرحم في الأسابيع التالية.

وقد تؤدي هذه المشكلة إلى وجود نزيف مهبلي حاد أثناء الحمل أو الولادة، ويتصرف الأطباء مع هذه الحالة على حسب كمية النزيف، وما إذا كان النزيف يمكن أن يتوقف ومدى طول مدة الحمل، وحسب وضع المشيمة وصحتها، وصحة الأم والجنين العامة. وإذا استمرت المشيمة المنزاحة في أواخر الثلث الثالث من الحمل، فسوف يوصي الطبيب بإجراء عملية قيصرية للأم بدلًا من الولادة الطبيعية.

المشيمة الملتصقة (Pla­cen­ta Accrete)

في الحالة الطبيعية تنفصل المشيمة عن جدار الرحم بعد الولادة، لكن قد تتراكم المشيمة وتظل كلها أو جزء منها ملتصقا بالرحم بقوة، وتحدث هذه الحالة عندما تنمو الأوعية الدموية وأجزاء أخرى من المشيمة بعمق في جدار الرحم ويمكن أن يسبب هذا الخلل فقدانا حادا للدم أثناء الولادة.
وقد تغزو المشيمة عضلات الرحم أو تنمو عبر جدار الرحم، وفي هذه الحالة الخطرة قد يوصي الطبيب بإجراء عملية قيصرية للأم ثم يتبعها بعملية إزالة للرحم.

  • المشيمة المحتبسة. (Retained Pla­cen­ta)

إذا لم تنفصل المشيمة عن الرحم في غضون 30 دقيقة بعد الولادة، فإنها تعرف بالمشيمة المحتبسة، حيث تصبح المشيمة محاصرة خلف عنق الرحم وهو مغلق بشكل جزئي ولا تزال المشيمة ملتصقة بجدار الرحم، ويمكن أن تؤدي المشيمة المحتبسة إذا تركت دون أن يتم علاجها إلى حدوث عدوى شديدة أو فقدان شديد للدم وهو ما قد يهدد حياة الأم.

عوامل تؤثر على صحة المشيمة

المشيمة
المشيمة

هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر على صحة المشيمة، وبعضها يمكن التحكم فيه والبعض الآخر غير قابل للتحكم، ومن بعض هذه المشكلات:

  • سن الأم: فكثيرا ما تحدث مشكلة في تكوين المشيمة بسبب سن الأم، خاصة بعد سن الأربعين، يبدأ سن الأم في التأثير على صحة الحمل بشكل عام والمشيمة بشكل خاص.
  • نزول الماء قبل المخاض: أثناء الحمل يكون طفلك محاطا ومبطنا بغشاء مملوء بالسوائل يسمى الكيس السلوي، وإذا حدث تسرب في الكيس أو نزل قبل بدء المخاض، وهو ما يسمى أيضا بنزول الماء، فإن خطر الإصابة ببعض مشكلات المشيمة يزداد.
  • ارتفاع ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم من أهم العوامل التي قد تؤثر على صحة المشيمة والجنين بشكل عام.
  • التوأم أو الحمل المتعدد الآخر: إذا كانت الأم حاملا بأكثر من طفل، فربما تحتاج إلى متابعة الطبيب دائما للحفاظ على صحة المشيمة، حيث يؤثر الحمل المتعدد في المشيمة وقد تتعرض الأم للخطر.
  • اضطرابات تخثر الدم: أي حالة مرضية تجعل من قدرة دم الأم على التجلط ضعيفة أو تزيد من احتمالية التجلط تزيد من خطر الإصابة ببعض المشكلات في المشيمة.
  • وجود جراحة سابقة في الرحم: عند خضوع الأم لعملية جراحية سابقة في الرحم، مثل الجراحة القيصرية أو جراحة لإزالة الأورام الليفية أو غير ذلك، فإن هناك خطرا متزايدا من حدوث مشاكل متعددة في المشيمة.
  • وجود مشاكل سابقة في المشيمة: إذا عانت الأم من مشكلة في المشيمة أثناء حمل سابق، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بها مرة أخرى.
  • التدخين وتعاطي المواد السامة: يؤكد الأطباء على الأمهات ألا يقمن بالتدخين أثناء الحمل وأن يتوقفن عنه قبل أن يقررن الحمل، حيث إن التدخين أو تعاطي الكوكايين يؤثر على صحة الجنين والمشيمة بشكل خاص أثناء الحمل، وقد يؤدي إلى فقدان الجنين.
  • التعرض لصدمة في البطن: إن صدمات البطن مثل السقوط أو التعرض لحادث أو أي نوع آخر من الصدمات قد يؤدي إلى انفصال المشيمة قبل أوانها عن الرحم، وهي حالة معروفة تسمى (انفصال المشيمة).

ماذا أفعل؟

  • زيارة الطبيب بانتظام: ينبغي عليكِ زيارة الطبيب الخاص بك بانتظام وسوف ينصحك بكل ما هو ممكن للحفاظ على صحة المشيمة وصحتك وصحة جنينك بشكل عام.
  • الإقلاع عن التدخين: إذا كنت مدخنة ينبغي عليك الإقلاع عن تدخين التبغ أو أي نوع آخر أثناء الحمل للحفاظ على المشيمة دون مشكلات.
  • متابعة حالتك الصحية أولا بأول: إذا كنت تعانين من مشاكل في ضغط الدم أو غير ذلك، فقد تحتاجين إلى متابعة روتينك العام مع طبيبك للحفاظ على حالتك الصحية مستقرة حتى لا تؤثر سلبا على المشيمة.
  • التعرف على المشكلات قبل مواجهتها: ربما قد يفيدك جدا أن تتعرفي على بعض مشكلات المشيمة التي قد تواجهك قبل حدوثها حتى تدركي وجودها مبكرا وتتمكني من التصرف معها على نحو لائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى