ثقافة ومعرفة

صفات الشخصية الانبساطية.. عندما تبدو سمات الانطوائية أشبه بالجنون

هل أنت من الأشخاص الذين يفضلون التواجد وسط الأحداث دومًا، بحيث ترغب في التواصل طوال اليوم مع غيرك من البشر، ولا تطيق فكرة قضاء الوقت وحدك؟ ربما تتمتع إذن ببعض صفات الشخصية الانبساطية، والتي تعد النقيض الأكثر وضوحًا لسمات الانطوائية، كما نوضح.

تعريف الشخصية الانبساطية

يعرف الشخص الانبساطي بأنه ذلك الإنسان الاجتماعي، والذي يبدو في أفضل حالاته عند الجلوس وسط البشر، فيما يشعر بعدم الراحة عندما يصبح مضطرًا لقضاء بعض الوقت دون رفقة.

تميل الشخصية الانبساطية إذن إلى تكوين العلاقات الاجتماعية دون حدود واضحة، ليشعر الآخرون بأنها أكثر جاذبية من غيرها، بل وربما توصف بأنها شديدة الثقة بالنفس، سواء كانت تتمتع بتلك الثقة على أرض الواقع أم لا.

صفات الشخصية الانبساطية

تتعدد صفات الشخصية الانبساطية التي تكشف عن أسرارها، إلا أنها تسير في النهاية في اتجاه واحد، هو اكتساب الطاقة من الأشخاص المحيطين ومن خلال التعامل المباشر معهم، بعكس أصحاب الشخصية الانطوائية والذين يفضلون شحن هممهم وحدهم بعيدًا عن أعين الآخرين، وفقا لتفسير خبير علم النفس التحليلي الشهير، كارل جوستاف يونج.

يتميز صاحب الشخصية الانبساطية بحب تكوين العلاقات الاجتماعية كما ذكرنا، وعدم إيجاد أي أزمة في تقديم نفسه للغرباء، لذا يصبح من النادر أن تجد شخصًا انبساطي السمات يخشى المواقف الغامضة أو الأشخاص الغرباء عنه، وخاصة وأنه لا يجد حرجًا في الأساس من ذكر الأزمات التي يمر بها على الملأ.

بينما يحلم الشخص الانطوائي بانتهاء اللقاءات الطويلة مع البشر الآخرين حتى وإن كانوا من الأصدقاء، أملا في العودة لمنزله الآمن الهادئ، فإن صاحب الشخصية الانبساطية يشعر بنفاد طاقته عند الجلوس وحده ولو لوقت قصير، بل يفضل التواجد وسط أكبر مجموعات ممكنة من البشر، إذ ربما يكون قائدًا لهم.

يبدو من المؤكد أن صاحب الشخصية الانبساطية يحظى بعدد كبير من الصداقات، سواء كانت متينة أم لا، كما أنه يتمتع بشخصية متفائلة ومبهجة، تمكنه من تجاوز الأزمات دون الوقوع تحت سيطرتها لفترات طويلة، وخاصة وأن الشخص الانبساطي يتميز بالمرونة وحب المغامرة.

كيفية التعامل مع الشخصية الانبساطية

ربما يعد التعامل مع الشخصية الانبساطية بمثابة التحدي لكل من يتسم بالانطوائية، سواء في الحياة العملية أو العاطفية، على الرغم من أن الأمر لا يتطلب إلا اتخاذ بعض القرارات والخيارات المفيدة في كل الأحوال، مثل:

التمتع بالطاقة الإيجابية

ينصح بالحرص على التمتع بالطاقة الإيجابية التي يستجمع الشخص الانبساطي طاقته منها، فيما يشعر بما يشبه الصدمة عند عدم إيجادها في أي شخص.

الميل للمخاطرة

يتطلب التعامل مع صاحب الشخصية الانبساطية إظهار القدرة على المخاطرة والقبول بأي تحدٍ، لذا فإن كان مديرك من أصحاب تلك الشخصية الفريدة، فاعلم أن آخر ما يمكنك القيام به هو التعبير عن خوفك أو قلقك من تجربة جديدة أنت على وشك خوضها.

التحدث بحرية

ينصح عند الرغبة في دعم علاقتك الاجتماعية بشخصية انبساطية، بأن تدع له الفرصة للتحدث دون أي قيود، فيما يمكنك كذلك الاشتراك معه في المحادثة دون قلق من العواقب، نظرا لأن صاحب تلك الشخصية يحب الاستماع إلى وجهات النظر والأفكار المختلفة.

متى تصبح صفات الشخصية الانبساطية مزعجة؟

ربما تبدو صفات الشخصية الانبساطية مفيدة للغاية لأصحابها، إلا أنها أحيانًا ما تضر بها أو تكون مثار إزعاج للآخرين، مثلما تكشف أخطاء الانبساطيين التالية والتي ينصح بتجنبها.

كسب الانتباه المبالغ

إن كانت صفات الشخصية الانبساطية تتضمن حب التواجد وسط المجموعات، فإن الشغف بالفوز بانتباه الآخرين أحيانًا ما يكون من ضمن أهداف تلك الشخصية، وهو أمر يدفعها حينها إلى المبالغة في عرض الإنجازات أو التحدث عن الذات، لتبدو شخصية مغرورة حتى وإن لم تكن كذلك في الواقع.

تجاهل طبائع الآخرين

من الوارد أن تؤدي صفات الشخصية الانبساطية المنطلقة، إلى إزعاج شديد لأصحاب الشخصيات الأخرى، وتحديدًا تلك الشخصيات الانطوائية، التي تفضل عدم الظهور في صدارة المشهد، لذا يتسبب إغفال الشخص الانبساطي لسمات الانطوائي عبر وضعه في دائرة الضوء بقصد أو بدون قصد، إلى إفساد العلاقة بينهما عاجلًا أم آجلًا.

تكوين العلاقات دون تفكير

بينما يعتبر تكوين العلاقات الاجتماعية من أهداف الشخصية الانبساطية، فإن الأمر يصبح مقلقًا حينما تندفع تلك الشخصية في دخول علاقات مضرة بها، حيث لا تملك في كثير من الأحيان القدرة على التمييز بين علاقة صداقة مفيدة لها، وأخرى تسبب لها الأزمات، ليصبح الشغف بالعلاقات الاجتماعية سلبيًا في تلك الحالة.

كراهية دقائق الوحدة

يحتاج صاحب الشخصية الانبساطية إلى اعتياد تلك الأوقات، التي يبقى مطالبًا فيها بالبقاء وحده، فسواء التزم حينها ببعض الأنشطة المسلية التقليدية أو ببعض الممارسات المفيدة والإبداعية، فإن عدم قدرة الإنسان على تحفيز نفسه بعيدًا عن الآخرين تبدو من الأزمات التي تتطلب المواجهة فورًا.

في كل الأحوال، وسواء كنت شخصا انطوائيًا أم لا، وسواء كنت تجد بعض الصعوبة في التواجد وسط الأشخاص الانبساطيين أم لا، فإنه من المؤكد أن التعامل مع صفات الشخصية الانبساطية يبدو مفيدًا من أوجه عدة، فيما تبقى الأضرار الناتجة عن ذلك في محيط المقبول.

بواسطة
مصدر 2
المصدر
مصدر 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى