مع دخول شهر رمضان المبارك شهر الخير والعبادة، حيث تتضاعف الحسنات ويزداد الناس قربة من الله، نحتاج إلى نصائح رمضانية تشحذ هممنا وتدفعنا لفعل المزيد من الطاعات وأعمال الخير، لصيام أسهل وثواب أكثر وأعظم.
ذكر صوم رمضان الكريم في القران، في العديد من المواضع ومنها: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )) ﴿١٨٣ البقرة﴾، ((فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) ﴿١٨٥ البقرة﴾، ولصيام شهر رمضان أجر كبير كما أن الصيام واجب وركن من أركان الإسلام.
نصائح رمضانية للتقرب إلى الله تعالى
التعجيل بالفطور في رمضان
كان الرسول يتعجل في الإفطار بعد سماع صوت المؤذن في أول تكبيرة من صلاة المغرب على الفور، فهي سنة من سنن الرسول عليه السلام في صوم شهر رمضان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه، كما أن التعجل في الإفطار له فوائد طبية لصحة الجسم، فقد أثبتت البحوث أن تعجيل الأكل وقت الفطور له تأثير إيجابي للصائم، وعند تأخير الأكل يتأثر الجسم بانخفاض نسبة السكر في الدم، مما يسبب الشعور بالهبوط وانعدام الطاقة وفقدان النشاط، كما أنه يعد تعذيبا للنفس وهو منهي عنه لأن الدين يسر وليس بعسر.
الإفطار على التمر
البدء بالإفطار على بضع تمرات رطبات مع الماء أو الحليب، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور). رواه أبو داود والترمذي، والتمر من أسرع المواد الغذائية المحتوية على السكر امتصاصا، والجسم يكون فاقدا للطاقة فيكون بحاجة إلى مصدر للسكريات، والتمر هو من أفضل المصادر وأسرعها في إعطاء مفعول وطاقة للجسد.
الإفطار على مرحلتين في رمضان
من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، الإفطار على مرحلتين، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجل في الإفطار ويعجل أيضا لصلاة المغرب، فقد كان يأكل القليل من الطعام، ثم يصلي وبعدها يكمل طعامه، ولهذا فوائد عظيمة للمعدة، فدخول القليل من الطعام بعد الصيام، يعد منبها لها لتبدأ بالاستعداد لتناول الأكل، كما أنه يساعدها على هضم الطعام جيدا، كما أنها تمنع الشعور بالشراهة أثناء الطعام، وتساعد على تناول كميات معقولة وهي أفضل نصائح رمضانية تساعد على صيام وقيام الشهر المبارك.
عدم الإفراط في تناول الفطور خلال شهر رمضان
حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نأكل وأن نقوم قبل الشبع، وأن نقسم المعدة ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه). رواه الترمذي، فقد أثبتت الدارسات أنه عند الإفراط في تناول الطعام، يؤدي إلى انتفاخ للمعدة ويحدث تلبك معوي وعسر الهضم، ويشعر الشخص بالانتفاخ وآلام تحت الضلوع، كما أنه يسبب الشعور بالخمول والكسل، والشعور بالنعاس وقد يستسلم الشخص للنعاس فيضيع عليه وقت صلوات العشاء والتراويح ويتراخى في العبادة.
تجنب التدخين بعد الإفطار في رمضان
التوقف عن التدخين في رمضان وبعده، سواء في فترة الصيام أو في فترة المساء، ويعد رمضان الشهر المناسب للتخلص من العادات السيئة، والابتعاد عن المحرمات، كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن ما هو ضار، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). رواه أحمد، وقد أفتى الكثير من العلماء بتحريم شرب السجائر، لأنها من الأضرار وتسبب الإدمان.
فوائد تأخير السحور
السحور سنة وتأخيره سنة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتسحر ويؤخره، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة). متفق عليه، وحديث آخر فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم). متفق عليه، فالسحور مفيد بحد ذاته وإن كانت مجرد تمرات، والسحور يفيد في منع حدوث الإصابة بالصداع أو الإعياء في فترة النهار.
كما أنه يمنع ويخفف من شعور الجوع والعطش في فترة الصيام، وأيضاً تأخير السحور سنة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور). رواه البخاري ومسلم، وينصح بتناول وجبة سحور خفيفة وسهلة الهضم: مثل اللبن والزبادي أو العسل والخبز والفواكه وغيرها من الأكلات الخفيفة.