ملهمات

ويلما رودولف.. تحدت الإعاقة فصارت الأسرع في العالم

كانت أبواب الأمل كلها قد أغلقت في وجه ويلما رودولف الملائكي الصغير، فجميع الأطباء يؤكدون لتلك الطفلة أنها لن تستطيع المشي بصورة طبيعية مرة أخرى، بينما لم تستسلم للحظة لكلماتهم المثبطة للعزائم، بل حققت ما يشبه المعجزة، وأصبحت بطلة الأوليمبياد الأسطورية. إنها العداءة الأمريكية الأسرع في العالم.

طفولة حزينة

في 23 من شهر يونيو لعام 1940، ولدت الأمريكية من أصول إفريقية، ويلما رودولف، في ظروف طبية صعبة، حيث جاءت للدنيا قبل الميعاد المحدد بفترة ليست بالقصيرة، بل واستمرت معاناتها مع الإصابة بالتهاب رئوي مزدوج، وحمى قرمزية، لكن القادم كان أسوأ حقا.

ففي سن الرابعة، عانت الطفلة الصغيرة من الشلل النصفي، الناجم عن فيروس شلل الأطفال، الذي كان منتشرا للغاية حينها، فاضطرت أن ترتدي دعامة حديدية في قدمها لليسرى على أمل السير بتلك العرجة لبقية حياتها، وفقا لما أكده أطباء عدة لها ولوالدتها، وهو ما لم يعجب الطفلة ويلما تماما.

إصرار طفلة

مع بلوغها لعامها السابع، كانت الحالة الصحية لويلما قد بدأت بالفعل في التحسن بشكل لا يصدقه عقل، بل وبدأت التدرب على الحركة بنجاح، فتمكنت من ممارسة كرة السلة بصورة شبه طبيعية، حتى تخطت ازماتها الصحية تماما في غضون سنوات المراهقة القصيرة.

في تلك المرحلة، التقت ويلما بمدرب الركض بجامعة تينيسي، إيد تيمبل، الذي انبهر كثيرا بقصة ويلما، ولكنه ازداد اعجابا بها عندما رأي سرعتها في الركض، ما جعله يولي تلك البطلة المستقبلية اهتماما شديدا لإعدادها للأوليمبياد المقبلة.

بطلة من الخيال

لم يكن أكثر المتفائلين يتخيل أن تصل ويلما لمجرد المشاركة بالأوليمبياد الصيفية لسنة 1956، ولكن بفضل إصرارها المثير للدهشة، وكذلك دعم مدربها الحالم، تمكنت الشابة الصغيرة من أن تحقق الميدالية البرونزية في تلك الدورة الكبرى، ليزداد الشغف والحماس لديها بصورة واضحة، فتبدأ الإعداد للأوليبياد التالية، والتي شهدت كتابة تاريخ خاص بها بشكل فريد.

ففي صيف عام 1960، كانت ويلما على موعد مع المشاركة الثانية والمذهلة بالأوليمبياد الصيفية، حيث حققت خلالها 3 ميداليات ذهبية دفعة واحدة، في سباقات 100 متر، و 200 متر، إضافة إلى 400 تتابع، لتحقق أرقاما قياسية هي بحق نادرة الحدوث، كونها أصبحت المرأة الأمريكية الإفريقية الأولى التي تفوز بـ 3 ميداليات ذهبية في دورة أوليمبية واحدة.

إنها ويلما رودولف، بطلة الولايات المتحدة والعالم، التي كانت في يوم ما طفلة معاقة، لا يصدق الأطباء أنها ستتمكن حتى من الحركة بصورة طبيعية، لتصبح لاحقا أسرع سيدات العالم، وبطلة حديدية من الخيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى