تحظى بعض الأكلات بشعبية جارفة حول العالم، إلا أن الملاحظ دوما أن حتى أشهى الأطباق بالنسبة لبعض البشر قد تبدو مكروهة من جانب مجموعة أخرى من الناس، ما يكشف عن اختلاف مذاق الطعام من شخص لآخر بناء على الأسباب التالية.
تفضيلات الأم
تتأثر طريقة اختيار الطعام بتلك الأكلات التي كانت تتناولها الأم خلال فترة الحمل وفقا للخبراء والباحثين، فبينما يستقبل الجنين داخل الرحم السوائل التي تفضلها الأم قبل الولادة، فإن الطفل بعد الولادة يصبح معتادا على نفس المذاق ويفضله عن غيره، ما يفسر حب الأطفال للثوم في حال كانت الأم تتناوله أثناء الحمل، ليكشف عن اختلاف مذاق الطعام من شخص لآخر وفقا لمدى تقبله من جانب الأم.
الخوف من المجهول
يصل الطفل لمرحلة ما يواجه فيها كل الأطعمة الجديدة بالرفض، حيث يبقى خائفا من المجهول ومفضلا للأكلات التي اعتاد عليها فقط، الأمر الذي وإن استسلمت له الأم فإنه سوف يؤدي إلى كره الطفل لكل طعام جديد لفترة طويلة، ليصبح مذاق الطعام المختلف سيئ من وجهة نظره حتى وإن كان معشوقا لغيره، لذا ينصح بتقديم الأطعمة الجديدة للأطفال بلا يأس، مع تخفيف حدة الأزمة عبر محاولة إخفاء الطعام الجديد داخل الطبق بين الطعام المعتاد، أو عبر تعديل مظهره ليبقى قريب الشبه من الأكلات المفضلة للطفل إن أمكن.
تأثير الذكريات
من الوارد أن يتلخص سر تفضيل مذاق الطعام هذا في كونه يرتبط بذكرى جيدة في عمر الطفولة، فيما يؤدي ارتباط مذاق طعام آخر بذكرى سيئة إلى كرهه مهما كان رائعا في أعين الآخرين، ما يكشف هنا عن علاقة الذكريات الجيدة بإفرازات هرمون الدوبامين التي تجعل المذاق أفضل مقارنة بمشاعر الغضب التي تؤثر على مذاق الأكلات عند ارتباطها بذكريات ليست هي الأفضل.
ثقافات الشعوب
لا يمكن تجاهل دور ثقافة كل شعب الغذائية وأكلاته المفضله لدى أغلب أفراده، في التأثير على مذاق الطعام وروعته أو سوءه لدى كل فرد، إذ يلاحظ أن الأكلات المفضلة لدى جيل ما بدولة معينة سوف تبقى هي المفضلة للأجيال التالية مهما مرت من سنوات وعقود، ما يمكن مشاهدته على سبيل المثال في طعام الكاري المعشوق في الهند وبعض دول آسيا الأخرى، رغم كونه مكروها من دول أخرى عدة.
قدرات براعم التذوق
تختلف القدرة على تذوق الطعام من شخص لآخر، فبينما يحظى البعض ببراعم تذوق قادرة على تحديد طعم الأكلة بمنتهى الدقة، فإن البعض الآخر قد لا يتمتع بنفس الميزة من الأساس، لذا تعاني المجموعة الأولى عند تناول الأكلات ذات المذاق القوي أو الواضح، بعكس المجموعة الأخرى القادرة على تناول أي طعام دون كره.
في الختام، يبقى تحديد مذاق الطعام المفضل من الحقوق المكفولة لكل شخص، إلا أن المطلوب في كل الأحوال هو الحرص على تنوع العناصر الغذائية التي تصل إلى الجسم، مع ضرورة تناول الفواكه والخضروات سواء كانت تحظى بإعجابنا أو لا.