يعد الزيت من السوائل الأساسية المستخدمة في طهي الطعام، إذ لا تقتصر أهميته فقط في إضافة نكهة مميزة للطعام، بل في استخداماته المتعددة أيضا، والتي سنذكر بعضا منها من خلال ذكر أشهر أنواع الزيوت وفوائدها.
أنواع الزيوت وفوائدها
الزيوت الحيوانية
من أبرز أنواع الزيوت المتعارف عليها الزيوت الحيوانية، والتي تستخرج من الدهون الحيوانية، مثل زيت السمك المستخلص من أجسام الأسماك المكونة من الأحماض الدهنية، على سبيل المثال المكايريل، السلمون، والبوري، وتؤثر هذه الزيوت على صحة الإنسان بنسبة كبيرة جدا، إذ تحتوي على مجموعة هائلة من الفيتامينات التي تتمثل في فيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج و د، بالإضافة إلى احتوائها على دهون أوميغا 3.
ويمكن للفرد أن يستفيد من هذه الفيتامينات من خلال تناوله للأسماك، أو بعض المكملات الغذائية المصنعة على شكل أقراص، بعد استشارة طبيب مختص، كما يمكن الحصول أيضا على الزيوت الحيوانية ولكن في شكلها الصلب الأشبه بالسمن، والتي يتم استخلاصها من حليب الماعز.
الزيوت النباتية
هي الزيوت المستخلصة من مختلف أنواع النباتات، والتي تعد من أكثر الزيوت شيوعًا وتنوعًا، بالإضافة إلى أنها الأكثر استخدامًا، إذ يتم استخدامها في إعداد الطعام، والأنظمة الغذائية المتبعة في الحمية الغذائية، بالإضافة إلى استخدامها في الكثير من مستحضرات العناية بالجمال، والعلاج، كذلك مختلف المجالات الأخرى متضمنة ما يسمى بالزيوت العطرية، أو الزيوت الطيارة، ومن الأمثلة على ذلك:
زيت الزيتون
يعد زيت الزيتون من أكثر الزيوت النباتية الصحية، والذي يتم استخلاصه من عصر ثمار شجرة الزيتون، لما يحتويه من عدة فوائد مختلفة، منها التجميلية والعلاجية، بالإضافة إلى الصحية، إذ يعمل على محاربة الكولسترول ويساعد في تعزيز صحة القلب، حيث إنه غني بالدهون الأحادية غير المشبعة التي تعمل على تقليل مستوى الكولسترول الضار، الذي يتسبب بدوره في ترسب الكولسترول في الشرايين، كذلك يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والتقليل من اضطرابات القلب، في حين أن الزيوت المتعددة غير المشبعة تتأكسد بسهولة عند وجود الأكسجين، مما يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار وترسبه في شرايين القلب.
كما يعد زيت الزيتون من أبرز الزيوت الغنية بفيتامين هـ، الذي يحافظ بنسبة كبيرة على صحة الخلايا وخاصة خلايا الجلد، كما يمكن استخدامه استخداما خارجيا أو داخليا، كما يستخدم في صناعة الصابون والوقود والمصابيح القديمة.
زيت جوز الهند
يتم استخلاص هذا الزيت من ثمار شجرة جوز الهند الهندية، والذي يتم استخدامه على نطاق واسع في مستحضرات التجميل، وعلاج التهابات الجلد، كذلك معالجة مشاكل الشعر الهايش والخشن، والعمل على ترطيبه وتنعيمه، إذ يمتاز بسهولة امتصاص الشعر له، بالإضافة إلى ذلك فإنه يسهم بشكل فعال في عملية حرق الدهون وخسارة الوزن، إذ اكتشف الأطباء أن تناول زيت جوز الهند يساعد في زيادة سرعة معدلات حرق الطاقة، ومعدلات استهلاكها في الجسم أيضًا، مما يساعد على زيادة سرعة عمليات الأيض المختلفة، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى حرق الدهون.
حيث ثبت أن له دورًا فعالًا في التخلص من الإحساس بالجوع، والسيطرة على الشهية، ومن المستحب تناوله عند الاستيقاظ من النوم، فعند تناوله خلال فترة النهار يتسبب في استهلاك سعرات حرارية أقل على مدار اليوم.
زيت دوار الشمس
يعد الزيت المستخرج من زهرة بذور عباد الشمس، من أفضل أنواع الزيوت النباتية، فبالرغم من قلة شهرته، إلا أنه صحي ويمكن الاعتماد عليه في الطهي كبديل للزيوت الأخرى غير الصحية، إذ يحتوي على العديد من الفوائد نظرًا لأنه غني بالزنك، وفيتامين أ و هـ ود، بالإضافة إلى أنه يساعد في خفض مستويات الكولسترول، حيث تحتوي بذوره على مركب الفيتوسترولس، المشابه في هيكله للكولسترول، مما يؤدي بالتبعية إلى المساعدة في مقاومة امتصاص الكولسترول في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يعد زيت دوار الشمس من أشهر الزيوت المستخدمة في العناية بالبشر، لاحتوائه على فيتامين E، الذي يعد من أهم الفيتامينات لتحسين صحة البشرة وحمايتها من أضرار أشعة الشمس، وتجديد الخلايا التالفة، كما يستخدم الزيت أيضًا في علاج الندبات، والتئام الجروح السطحية سريعًا.
كما يساعد زيت دوار الشمس على تعزيز مستويات الطاقة، إذ ترتبط الأحماض الدهنية في الزيت بمستويات الطاقة في الجسم، حيث إنه من المتعارف عليه أن الدهون المشبعة تجعل الفرد يشعر بالبطء والثقل والخمول، بينما تساعد الدهون غير المشبعة -كتلك التي يحتوي عليها زيت دوار الشمس- على إشباع الفرد لفترة أطول، وإمداده بالنشاط والقوة والطاقة.
فضلًا عن هذه الفوائد، فإن زيت دوار الشمس يتميز أيضًا بقدرته على الحد من الالتهابات، والتخفيف أيضًا من نوبات الربو كنتيجة لصفاته المضادة للالتهابات، كما يعتبره الأطباء من أشهر الزيوت المضادة للسرطان، لاحتوائه على بعض المواد التي تعمل كمضادات للأكسدة، والتي من شأنها القضاء على الجذور الحرة قبل أن تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
زيت الذرة
يتم استخراج زيت الذرة من جنين حبوب الذرة، ويعد من أبرز الزيوت النباتية المستخدمة في الطبخ، وأكثرها انتشارًا واستخدامًا على مستوى العالم، نظرًا لوفرة محاصيل الذرة التي يستخرج منها الزيت، بالإضافة إلى فوائده المتعددة أيضًا، إذ يعد من الزيوت الغنية بفيتامين ب1 و ب5، بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين سي.
كما يسهم أيضًا في تحسين النظر وصحة العيون بشكل عام، لاحتوائه على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة، مثل اللوتين، والذي يساعد بشكل خاص في حماية العيون وخفض فرص إصابتها ببعض الأمراض، ولكن الأمر لا يقتصر على تحسين صحة العيون فقط، إذ يعمل زيت الذرة أيضًا على تحسين صحة البشرة ومظهرها الخارجي، إذ يحتوي على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية والعناصر الغذائية التي تفيد البشرة بشكل كبير، مثل فيتامين د، وحمض اللينوليك، مما يضفي نضارة على البشرة، ويساعد على حمايتها من الجفاف، كما يساعد في وقايتها من التجاعيد وبعض علامات تقدم السن.
الزيوت البترولية
من أشهر أنواع الزيوت والتي تعرف أيضًا بالزيوت المعدنية، وهي الزيوت الناتجة عن تكرير النفط، والتي تستخدم على نطاق واسع جدًا في العديد من الصناعات المختلفة، كمستحضرات التجميل، والصحة، حيث يستخدم هذا الزيت في الكثير من الأدوية العلاجية للإنسان والحيوان، كما يستخدم أيضًا في صناعة زيوت الأطفال، بعد إضافة بعض المواد إليه، كذلك يمكن استعماله للعناية بالبشرة ومعالجة الأكزيما الخفيفة، بالإضافة إلى أنه يدخل في مركبات المراهم المختلفة، والأطباء يستخدمونه في تنظيف الأذنين، خاصة عند دخول الحشرات إليها.
ومن أبرز أنواع الزيوت البترولية:
زيت المحرك
هو الزيت المستخدم في تزييت محركات الاحتراق الداخلي من أجل تسهيل حركتها، كما يقوم أيضا بتنظيفها ومنع تآكلها، بالإضافة إلى إسهامه في تبريد المحرك بإبعاد الحرارة عن الأجزاء المتحركة، مما يحسن أداءها، إذ يضاف إلى زيت المحرك بعض المكونات الأخرى التي تجعله أكثر تحملًا للضغوط العالية.
زيوت الأطفال
يضاف إلى زيت البترول بعض المواد المركبة الأخرى، التي ينتج عنها زيت الأطفال، والذي من شأنه حماية الطفل من الالتهابات مثل الأكزيما، إذ يعمل على علاجها، بالإضافة إلى ترطيب بشرة الطفل وتنعيمها، وجدير بالذكر أن مرطب الفازلين الشهير، والذي يساعد في علاج تشققات الجلد، تركيبته تعود في الأصل إلى الزيت البترولي.