منشور شائع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يكشف عن أصل كلمة زومبي، حين يشير لأنها تخص زعيما مسلما من أصول إفريقية، واجه العبودية منذ مئات السنوات، فعاقبه صناع السينما في هوليوود بتشويه المصطلح الخاص بالموتى الأحياء، والدارج بأفلام الرعب الأمريكية، فما حقيقة تلك الادعاءات؟
زومبي البطل
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وفي مقدمتها موقع فيسبوك، عدد من المنشورات التي تتحدث عن أصل كلمة زومبي، والتي ارتبطت في أذهان متابعي أفلام الرعب الأمريكية، بالموتى الأحياء الذين يهاجموا البشر بصورة هيستيرية.
تحدثت تلك المنشورات عن كون أصل كلمة زومبي يعود إلى بطل مسلم من أصول إفريقية، يدعى جنجا زومبي، عاش أسيرا بدولة البرازيل في القرن السادس عشر، فيما نجح في مقاومة العبودية عبر دعوة البشر إلى اعتناق الدين الإسلامي، الأمر الذي جعله محط سخط الصليبيين، الذين حاولوا أكثر من مرة تفتيت قوة أنصاره في أمريكا الجنوبية دون أمل.
يشير المنشور الذي تمت مشاركته عبر منصات التواصل الاجتماعي بأعداد ضخمة على مدار سنوات، إلى أن الأمر انتهى للأسف بوقوع جنجا زومبي، في يد أعدائه الذين شوهوه ثم قتلوه، قبل أن تستمر حملات التشويه الغربية -وفقا للمنشور- على كلمة زومبي، من خلال عرضها في صورة موتى أحياء بأفلام الرعب السينمائية، ليس فقط من أجل التنكيل بالمقاتل ذي الأصول الإفريقية، بل كذلك للنيل من عظماء الإسلام، فهل تعبر تلك الادعاءات عن الواقع بدقة؟
حقيقة إسلام زومبي
تتعدد الأخطاء الواضحة بهذا المنشور الرائج، حيث تتمثل أولى الهفوات في الصورة المبينة والتي لا تخص جنجا زومبي أو تمثاله، بل هي لأحد أقاربه من أصحاب الشهرة الواسعة في الثقافة البرازيلية، وهو زومبي دوس بالميراس، والذي عرف كونه أحد أبطال المقاومة ضد العبودية منذ قرون مضت.
ثاني الأخطاء الملاحظة بالمنشور الشائع، هي التي تتحدث عن بطولات جنجا زومبي في القرن السادس عشر، حيث يتبين أن الزعيم المقاوم للعبودية لم يظهر للمرة الأولى في عام 1583 كما ادعى المنشور، لأنه ببساطة ولد في القرن السابع عشر وتحديدا في عام 1630، مثله مثل زومبي دوس بالميراس، المولود في عام 1655.
أما عن دعوة زومبي للإسلام في البرازيل منذ مئات السنوات، فتلك هي ثالث وأغرب الأخطاء المرتكبة من قبل أصحاب المنشور الأخير، مع عدم وجود أي دليل تاريخي على اعتناق جنجا أو دوس بالميراس للدين الإسلامي من الأساس، ما ينفي الاحتمالية التي تم طرحها بشأن تعمد صناع الأفلام الأمريكية تشويه صورة أبطال الإسلام، من خلال إظهارهم عبر شخصيات الموتى الأحياء الذين يهاجموا البشر دون تفكير.