هل تشعر أن عينك تغلق دون وعي منك، مع عدم الشعور بالراحة حتى وإن نمت لفترة كافية؟ هناك أمراض تسبب النعاس وتفقدك التركيز أو القدرة العمل، فمتى يمكنك القول إنك تعاني مرضا ما وتحتاج إلى طبيب؟ وما هي الأسباب والأعراض؟ وكيف يمكنك معالجة هذا الأمر؟
ماذا يعني النعاس أو النوم القهري؟
النعاس هو الرغبة الشديدة في النوم التي تتكرر كل يوم، ولفترة طويلة، بحيث تعيق القدرة على أداء المهام اليومية، ولا تقتصر هذه الحالة على فئة عمرية محددة، إذ يمكن أن تصيب أي فئة سواء الكبار أو الصغار، وتجعلهم غير قادرين على مقاومة النوم أو الصمود لدقائق مهما فعلوا، فنجدهم ينامون في أي مكان، وقد يصل بهم الأمر إلى النوم في مكان دراستهم أو عملهم مما يسبب لهم الكثير من الحساسية والحرج مع سيطرة صداع حاد على رؤوسهم، فهل هناك فعلاً أمراض تسبب الخمول؟
أسباب النعاس المستمر والخمول
إذا كنت تعاني حالة النعاس والإرهاق فلا بد أن تعرف أسباب ذلك، فقد يكون بسبب بذل جهد كبير، أو كان عرضًا لدواء معين مثل أدوية السعال أو الكورتيزون وغيرها، وفي هذه الحالة يكون النعاس أمرا طبيعيا ولا يستدعي القلق، وقد يكون أحد أعراض فيروس كورونا أيضًا، أما إذا كنت لا تفعل أي شيء يستدعي الشعور بالنوم فهنا تكمن المشكلة، لذا عليك الاطلاع على أسباب النعاس والتعب التالي ذكرها:
شاهد أيضًا: ما أوجه الفرق بين الذهان والفصام والاكتئاب؟
اضطرابات النوم
قبل التعرف على أمراض تسبب النعاس، يجب العلم أن هناك مجموعة من الأسباب الأخرى وراء الشعور المفرط بالنعاس، وهو الإصابة بـ اضطرابات النوم في الليل، وبالتالي الشعور بالنعاس طوال اليوم، ومن تلك الاضطرابات ما يلي:
الأرق
إن كنت غير قادر على النوم لساعات كافية في الليل، فمن البديهي أن تشعر بالنعاس عندما تستيقظ في الصباح، وبالتالي ستجد صعوبة في التركيز طوال اليوم، ومن العوامل التي قد تسبب لك الأرق هو الشعور بـ القلق والتوتر والاكتئاب، وتناول بعض الأدوية التي تؤثر في جودة نومك، وعادات النوم السيئة التي تتبعها، كأن تنام كثيرا بالنهار، وتستيقظ طوال الليل.
رؤية الكوابيس
ليس سهلا أن تعاود النوم بعد أن رأيت كابوسًا للتو واستيقظت بسببه، ومع الأسف لا يوجد سببٌ واضح وراء رؤية الكوابيس أثناء النوم، حيث تنتج في كثير من الأحيان بسبب القلق والإجهاد، أو بسبب تناول دواء معين، وبالتالي تظل مستيقظًا طوال الليل ولا تكون لديك القدرة على السيطرة على النعاس نهارًا.
الشخير
هناك فئات معينة يعانون الشخير أثناء نومهم، وهو ما تنجم عنه اضطرابات النوم، وقد يشير هذا الشخير إلى وجود مشكلة ما في مجرى التنفس العلوي، وتزداد احتمالية الإصابة بهذا الخلل لمن هم أكبر عمرًا أيضا، والذين يعانون السمنة، كما يتعلق ذلك ببعض المشكلات الصحية، كالربو والحساسية، وحدوث تشوهات في الأنف وانقطاع النفس خلال النوم، وهو من أكثر المشكلات خطورة على الإطلاق.
النوم القهري
يعد النوم المفرط من الأمراض التي تسبب نعاسا شديدا، لأن فرط النوم ينتج أحيانًا عن اضطراب في الجهاز العصبي، وأعراض هذا الاضطراب تظهر على الشخص في حاجته للنعاس، إذ تحدث هذه النوبة في أي وقت وبشكل مفاجئ.
انقطاع التنفس
توجد عدة أمراض تسبب النعاس من أخطرها انقطاع التنفس أثناء النوم، ويحدث نتيجة ارتخاء عضلات الجهاز التنفسي الذي بدوره يسبب انسدادا في مجرى الهواء العلوي بصورة متكررة أثناء النوم، مما ينجم عنه انقطاع التنفس، حيث تكون نسبة الأكسجين في الدم غير كافية، ويترتب عليه إرسال الدماغ إشارة إلى الجسم بالاستيقاظ، فيُحرم المصاب من النوم بصورة طبيعية.
تحدث حالة انقطاع التنفس لأي فئة عمرية ولكلا الجنسين، نتيجة معاناة بعض المرضى من وجود خلل في مجرى الهواء العلوي أو الأنف، وهناك عوامل عديدة تصيبك بهذه الحالة، منها فرط تناول الكحول، إذ يزيد من ارتخاء العضلة التي تساعد مجرى الهواء على البقاء مفتوحًا، وعلى أية حال يستلزم العناية الصحية للمصاب، فإذا أُهملت كان المصاب أكثر عرضة للإصابة بـ السكتة الدماغية وضغط الدم والنوبة القلبية.
متلازمة تململ الساقين
هي عبارة عن الإحساس بعدم الراحة في القدمين والساقين أثناء النوم، وتحتاج إلى التحريك خلال النوم للحصول على الراحة لفترة مؤقتة، وفي هذه الحالة تقل عدد ساعات النوم خلال الليل، وليس هذا فحسب بل تتسم جودة النوم بالرداءة كذلك، ويشعر المصاب بالتعب الشديد والنعاس خلال فترة النهار، ويصعب عليه التركيز في الأنشطة اليومية.
هناك عدة عوامل تتسبب في الإصابة بمتلازمة تململ الساقين، مثل: تناول بعض الأدوية، وخاصة مضادات الاكتئاب، الإصابة بالفشل الكلوي، والحمل، والإصابة بالاضطرابات العصبية، ونقص الفيتامينات والعناصر كالحديد، وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن الوراثة لها عامل كبير في الإصابة بهذا الاضطراب.
الأمراض التي تسبب النعاس
إذا كنت أحد مرضى الرئة أو القلب، فمن الطبيعي أن تشعر بصعوبة النوم في فترة الليل، نتيجة اللهاث المستمر، وبالتالي فإنك ستعاني أعراض النعاس والتعب طويلًا، وإن كنت تتناول الدواء الخاص بمرضى السكري فقد تتعرض أيضًا للشعور بالنعاس الزائد عن الحد، أو إذا كنت تعاني قصور الغدة الدرقية، فإنك ستصاب بالكسل والنعاس المستمر.
الحمل
إن كنتِ على مشارف الولادة فقد يكون هذا هو السبب في شعورك بالنعاس، حيث تشعرين بالتعب والتوتر بسبب تغير نسب هرمون البروجستيرون، بالإضافة إلى كبر حجم بطنك الذي يشعرك بعدم الراحة أثناء النوم، فتظلين مستيقظة طوال الليل، ويصيبك النعاس طوال النهار.
تناول المنبهات والمشروبات الكحولية
في حال كنت مدمنًا على تناول حبوب القهوة أو غيرها من المشروبات المنبهة، وكذلك المشروبات الكحولية، فبالتأكيد ستجد صعوبة في الاستيقاظ والنوم.
الشيخوخة
يعد التقدم في العمر أحد أسباب النعاس والخمول الشائعة، وذلك نتيجة زيادة احتمالية تعرض المسنين إلى اضطرابات النوم، مثل: الأرق، وانقطاع التنفس خلال النوم.
الحالة العاطفية أو النفسية
يؤدي الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب، إضافة إلى اضطراب الحالة العاطفية أو النفسية، حتى الملل الذي تشعر به في بعض الأوقات، إلى الشعور بالنعاس، وتعد هذه حيلة دفاعية يقوم بها الجسم لتقليل حدة المشاعر التي تشعر بها.
تغير نمط الحياة
يعد النوم لعدد ساعات قليلة نتيجة العمل لفترة طويلة أو العمل في فترة الليل، من أكثر أسباب شعورك بالإرهاق والنعاس الدائم، وخاصة في فترة الصباح.
تناول بعض أنواع العقاقير
تناول دواء معين قد يجعل المريض يشعر بالحاجة للنوم، كأحد أعراضه الجانبية، مثل: المهدئات، ومضادات الهيستامين، والحبوب المنومة.
نقص الفيتامينات
من أسباب شعور البعض بالنعاس نقص فيتامين (ب12) الذي يساعد على حمل نسب كبيرة من الأكسجين للجسم، وبنقصه يحدث العكس فتصاب بالنعاس، وكذلك نقص فيتامين (د) الذي يؤثر بشكل كبير في النوم، إذ تقل جودة النوم وعدد ساعاته في الليل، فتشعر بالتعب والنعاس خلال النهار، وقد يكون سبب النعاس نقص بعض المعادن، مثل: البوتاسيوم أو الحديد أو المغنيسيوم، والتي تُعالج من خلال المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب.
كيف تتخلص من النعاس المستمر؟
إذا كان سبب نومك المستمر هو مشكلة صحية، فيجب استشارة الطبيب وتلقي العلاج الذي سيصفه لك، أما إذا كنت لا تعاني أمراضا تسبب النعاس المستمر، وكانت مشكلتك هي اضطرابات النوم والتي جاءت نتيجة الأرق أو غيرها من الأسباب، فيجب حينها أن تتبع عدة نصائح، لتتخلص من النعاس، ومنها:
شاهد أيضًا: شاي البابونج.. ووصفات منزلية مدهشة لعلاج الأرق
- بعيداً عن وجود أمراض تسبب النعاس، احرص على النوم لفترة كافية أثناء الليل، وذلك لمدة 7 ساعات على الأقل.
- نظّم مواعيد تناول الطعام، فيجب أن تتناول وجباتك الرئيسية في مواعيد منتظمة كل يوم، فهذا يحد من فرط نقصان الطاقة، وبالتالي يمنع النعاس.
- ميّز بين التعب والنعاس، ففي بعض الأوقات قد تشعر بالتعب فتلجأ إلى النوم لتتحسن، على الرغم أنك لا تكون بحاجة إلى النوم.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام لمدة تتراوح بين 10 دقائق إلى نصف ساعة يوميًّا، حيث يساعدك على النوم في الليل والاستيقاظ في النهار بنشاط.
- انتقل بصورة تدريجية لموعد أبكر للنوم، فاحرص على أن تخلد للنوم قبل موعد نومك الأساسي بربع ساعة في كل ليلة حتى تصل إلى الموعد المناسب للنوم.
- استعن بتمارين الاسترخاء البسيطة قبل النوم، مثل: أخذ حمام دافئ أو التأمل أو تناول مشروب دافئ كالحليب أو شاي الأعشاب الذي يهدئ الأعصاب.
- استشر اختصاصيا ليعد لك برنامجًا خاصًا لعلاج الأرق الليلي والنعاس النهاري، ففي بعض الحالات يحتاج الأمر إلى علاج سلوكي معرفي بجانب العلاج الدوائي.
- توقف عن تناول الكافيين بدءًا من منتصف اليوم، واحذر كذلك من تناول الشوكولاتة في هذا الوقت، إذ يمكن أن تؤثر نسبة الكافيين على نومك هذه الليلة.
- تجنب أخذ قيلولة خلال وقت متأخر من النهار، لأنها تسيء من حالة النعاس وتجعل نومك مضطربًا خلال الليل.
من المرجح أن يذهب بعض الأشخاص إلى طبيب للتأكد من أنهم لا يعانون أمراضا تسبب النعاس، ومن ثم يمكنهم تطبيق النصائح السابق ذكرها للتغلب على النعاس في غضون أيام قليلة، مع استخدام تقنيات جديدة لضبط نومهم.