ثقافة ومعرفة

ما هو الحد الأقصى لاستخدام المراهقين للأجهزة الإلكترونية؟

دراسة حديثة، تثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن أسعد المراهقين حول العالم، هؤلاء الذين يقضون ساعة واحدة يوميا وبحد أقصى، من أجل استخدام الأجهزة الإلكترونية، ومطالعة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فما هي تفاصيل تلك الدراسة؟

دراسة مثيرة للجدل

جاءت تلك الدراسة العلمية الصادرة عن جامعة سان دييجو بولاية كاليفورنيا، لتؤكد على مفهوم بدأ في الانتشار منذ فترة ليست بالقصيرة، يربط دائما بين عدم السعادة وكثرة عدد ساعات التواصل إلكترونيا مع الآخرين.

إذ أشارت إلى أنه بملاحظة نحو مليون مراهق، بين أعمار 13 و18 عاما، قد تبين أن مشاعر عدم الرضا تبدأ في الظهور، بعد مرور نحو ساعة من الجلوس أمام شاشات الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية، ومقارنة بالمراهقين الآخرين الذين يحرصون على قضاء أوقات فراغهم إما بممارسة الرياضة، أو بالجلوس مع الأصدقاء.

تفاصيل الدراسة

اشتملت الدراسة على أسئلة عدة للمراهقين، بعض منها يستفسر عن عدد الساعات التي يقضونها أمام شاشات الإلكترونيات، والبعض الآخر يسأل عن تفاصيل تلك الساعات، وبالطبع عن المشاعر التي تراودهم بعد تلك الجلسات، طالت أم قصرت.

لتتوصل إلى نتائج مؤكدة تكشف عن سوء تأثير شاشات الأجهزة الإلكترونية على الحالة النفسية للمراهقين الصغار، الذين لا ينصتون على الأغلب للنصائح والتحذيرات من خطورة الاعتماد عليها لقتل الملل وأوقات الفراغ الطويلة.

وهي النتائج التي تدعم دراسات أخرى ظهرت خلال تسعينيات القرن الماضي، وأوضحت توصيات مماثلة تقريبا لتلك التي كشف عنها الستار مؤخرا.

الحل

بينما قد يظن البعض أن تلك الأزمة، التي قد تؤثر بالسلب في الحالة النفسية والعصبية لأصحابها، من عشاق مطالعة مواقع التواصل الاجتماعي تبدو مستعصية، وفي وقت يشير فيه البعض إلى ضرورة قيام الأهالي بمنع الأبناء من المراهقين، من استخدام الأجهزة الإلكترونية تماما حفاظا على صحتهم، نستكشف سويا عدم دقة تلك الاعتقادات.

إذ يشير جين توينك، الباحث الأول وراء تلك الدراسة، إلى مفتاح السعادة من هذا الجانب، فيقول: “يجب ألا تتعارض سعادة المراهق مع استخدام الأجهزة الإلكترونية، وهو ما يمكن تحقيقه فقط عبر الاعتدال في الاستخدام”.

وهو الأمر الذي أجمع عليه الباحثون من جامعة سان دييجو، حين أشاروا إلى أن منع المراهقين تماما من استعمال الأجهزة الحديثة، يخلق لديهم أضرارا نفسية أخرى، لا تقل خطورة عن تلك المرتبطة باستخدامها لساعات طويلة من اليوم.

ليختتم توينك كلماته بالقول: “من الضروري أن نسعى لزيادة عدد ساعات الجلوس مع الأصدقاء وممارسة الرياضة، وذلك في مقابل تقليل الأوقات الخاصة باستعمال الأجهزة الإلكترونية قدر المستطاع، ولكن دون منعها تماما”!

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى