في العادة، يقضي الإنسان نحو 25 عاما من حياته وهو نائم، الأمر الذى وإن بدا مفاجئا للبعض، فإنه لن يكون أكثر غرابة من قصة بول كيرن المجري، الرجل الذي يبدو أنه لم يضع كل تلك السنوات هباء، حيث لم ينم لمدة 40 عاما متواصلة! وذلك منذ تعرض لحادث غير حياته طوال تلك الفترة!
الحرب العالمية
في عام 1915، وأثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان بول كيرن الشاب المجري اليافع، والمسؤول الحكومي، يشارك في تأمين جيش بلاده، وذلك عندما تلقى رصاصة بالرأس، بواسطة أحد الجنود الروس آنذاك.
إذ اخترقت الرصاصة جمجمة بول، متسببة في أضرار جسيمة بالفص الجبهي من منطقة الدماغ، ولكنها لم تود بحياته كما تخيل البعض، حيث تم إنقاذه وعلاجه بمستشفى ليمبيرج.
ولكن تلك الرصاصة الغادرة كان لها تأثير آخر، حير الأطباء كثيرا في تلك الفترة من الزمان!
سنوات بلا نوم
حيث عاش بول كيرن، طوال الفترة التي أعقبت إنقاذه من الموت المحقق بالمستشفى، دون أن ينام ولو للحظة واحدة، ما يؤكد عليه الطبيب فري، والذي أشرف على متابعة الحالة الصحية لبول لعدة سنوات.
إذ يقول الطبيب: “منذ أن فتح بول عينيه بمستشفى ليمبيرج، فإنه لم ينم، ولا حتى أبدى رغبة في ذلك”!
وهي حالة غامضة جعلته يخضع للعديد من الفحوصات والاختبارات الطبية، وتحت أيدي أكبر خبراء المخ والأعصاب في القارة الأوروبية بأكملها، ولكن دون التوصل إلى سرها المثير للجدل والدهشة!
حياة طبيعية تماما
المثير في الأمر، أن حياة بول لم تتأثر تماما بعد تلك الحادثة القوية، التي أعقبها تعرضه لظاهرة طبية فريدة من نوعها، إذ ظل يمارس عمله المعتاد كمسؤول حكومي، ولم يعان إلا من صداع بالرأس كان يزعجه في فترات متباعدة.
بينما قيل أن ما كان يزعج الرجل المجري حقا، هو محاولاته النادرة للنوم أثناء الاستلقاء على سريره دون أمل، ما كان يبدو مرهقا لبول أكثر من ظاهرة الاستيقاظ الدائم نفسها والتي عاشها طوال حياته.
لذا أصبح المعتاد بالنسبة لهذا الرجل، أن يستلقي لمدة ساعتين وحسب على ظهره، مغمضا عينيه ولكن من دون نوم، بل فقط من أجل إراحة ذهنه، ما أشار الأطباء إلى أنه كان يؤتي بثماره بالفعل، حيث كان يقوم بول بعدها وكأنه حصل على ساعات نوم كافية لا يشوبها شائبة.
ليعيش بول كيرن الحياة بصورة طبيعية حتى وفاته في عام 1955، أي بعد الحادثة التي تعرض لها بنحو 40 سنة كاملة، قضاها الرجل المجري مستيقظا دون نوم أو حتى شعور بالنعاس!