اختلف العلماء على مدار سنوات حول إمكانية تناول النساء الحوامل للأسماك، نظرا لاحتوائه على كميات قد تكون مضرة من الزئبق، الآن يكشف الخبراء عن فوائد صحية ينعم بها الأطفال عند حصول النساء على السمك أثناء الحمل، ولكن بنسب متوازنة.
السمك أثناء الحمل
يدرك أغلبنا الفوائد الصحية التي يمكن اكتسابها عبر تناول الأكلات البحرية والأسماك، إلا أن الأمر ظل محفوفا بالغموض فيما يخص تناول السمك أثناء الحمل بالنسبة للنساء خوفا على صحة الأطفال، قبل أن يؤكد العلماء أهمية هذا الإجراء على المستوى الصحي.
يرى علماء وباحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الأطفال الذين ولدوا لنساء حرصن على تناول السمك أثناء الحمل، يتمتعون الآن بمستويات صحية شاملة أفضل بالمقارنة بالأطفال الآخرين.
يشير العلماء إلى السمك باعتباره من أبرز مصادر دهون الأوميجا 3 شديدة الأهمية، والمقاومة بشكل فعال للالتهابات الخطيرة في الجسم، إلا أن احتواء تلك الأكلات البحرية على نسب كبيرة من الزئبق في بعض الأحيان، قد يقلب الفوائد الصحية إلى أضرار، وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار، ما يكشف عن أهمية الاتزان عند تناول تلك الأكلات.
الاعتدال عند تناول الأسماك
تقول ليدا تشاتزي، وهي أستاذة الطب الوقائي والباحثة المسؤولة عن الدراسة الأخيرة: “يعد السمك من المصادر الرائعة للكثير من العناصر الغذائية، لذا فإنه لم ينصح يوما بعدم تناوله، فقط تنصح النساء الحوامل بعدم الإفراط عند الحصول عليه، حيث تعد الكمية التي تتراوح بين طبق إلى 3 منه هي الأمثل على مدار الأسبوع”.
يحذر العلماء من خطورة المبالغة فيما يخص تناول الأسماك، نظرا لأن الحصول على كميات كبيرة من الزئبق المتاح بتلك الأكلات البحرية، يعني إمكانية الإصابة بتلف دائم في الدماغ.
الجدير بالذكر أن تلك ليست الدراسة الأولى التي تكشف عن أهمية السمك لصحة الأطفال الصغار، إذ سبق وأن أشارت دراسة نرويجية إلى أن الأطفال الذين يتناولون الأسماك خلال العام الأول والثاني من الولادة، يتمتعون بفرص أفضل من أجل الوقاية من أمراض مثل الربو والإكزيما، مع الوضع في الاعتبار أنه في تلك الحالة يقوم الأطفال بتناول الأسماك بأنفسهم وليس اعتمادا على تناول الأم لهذا الطعام خلال مراحل الحمل.