علاقات

متى يصبح العطاء نقمة على صاحبه؟

العطاء، هو قيمة إنسانية رائعة لكنه أحيانا ما يتسبب في الأذى لصاحبه، وربما يدفعه إلى الوقوع في علاقات سامة ومؤذية، فبينما نجد أن نسب العطاء والأخذ ليست متساوية بالضبط بين طرفي أي علاقة عاطفية، وهذا أمر طبيعي، فإنه يصبح من المؤذي للشخص أن يكون معطاء طوال الوقت، ما يتطلب انتباهه للحد الفاصل بين العطاء المفيد له وبين المضر.

أفعال تكشف الشخص المعطاء

يعتبر الإحساس الدائم بأنك من تتحمل مسئولية شريك حياتك أو الطرف الآخر في أي علاقة إنسانية أخرى، دليل على أنك شخص معطاء، تشعر بأنك مطالب طوال الوقت بأن تكون مساندا لمن حولك، نظرا لأنك قد تتخيل أنهم لن يتمكنوا من التعامل مع الأمور من دونك، لتصبح المسئولية الملقاة على كاهلك أكثر ثقلا.

تصبح الأزمة أكثر وضوحا بالنسبة للإنسان المعطاء، عندما تصبح الأولوية دائما للطرف الآخر في العلاقة، إذ تأخذ مشكلاته أغلب الوقت والمجهود، وتؤجل محاولة علاج أزمات الشخص المعطاء لوقت آخر، فيما يظن أن تخليه عن مساندة الآخرين ولو لمرة واحدة سيتسبب في قطع العلاقة معهم إلى الأبد، لتتحول روعة العطاء إلى نقمة.

العطاء المؤذي وكيفية علاجه

يرى خبراء علم النفس أن كل الأفعال التي تمارسها من أجل شخص تحبه، قد تصبح لها آثار سلبية مؤلمة على الصحة النفسية، إن لم يقابلها كم آخر من المشاعر، المتمثلة في وقت ومجهود ومساندة عند الحاجة، مع العلم بأن مجرد القلق بشأن رغبات الآخرين هو أمر مجهد على الصعيدين النفسي والجسدي.

كذلك يرى المتخصصون أن العطاء الذي يمنع صاحبه من الانتباه إلى حياته أو متطلباته الشخصية، يؤدي عاجلا أم آجلا إلى فقدانه للثقة في نفسه، ومن ثم يتسبب في مشكلات نفسية لا تستدعي الاهتمام برغبات الآخر إلى هذا الحد المرهق.

في تلك الحالة، ينصح لعلاج الأمر أولا بالتأكد من أنك في علاقة مؤذية، قبل أن تسأل نفسك بوضوح، لماذا عليك أن تكون دائما الشخص المعطاء من دون أن تتلقي أي دعم أو مساندة في مقابل ذلك، ما يكشف عن ضرورة وضع حدود واضحة في بداية العلاقات بأشكالها المختلفة، حتى لا تستهلك مجهودات جبارة مع شخص ربما لا يقدر ذلك في جميع الأحوال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى