كان مجرد رجل خمسيني مشرد، يعيش بالشوارع بلا منزل، ويجلس على الأرض حاملا كوبه الفارغ، أملا في جمع بعض النقود التي تمكنه من تدبير مأكله ومشريه، قبل أن تتغير حياته رأسا على عقب بشكل مفاجئ!
صدفة بحتة
في نهار يوم عادي، جلس بيلي هاريس صاحب الـ55 عاما كعادته، ينتظر مرور أصحاب القلوب الرحيمة، حتى مرت سيدة تدعى سارا دارلينج من أمامه، فأرادت أن تضع بعض الأموال في كوبه، إلا أن الصدفة البحتة وحدها هي من أسقطت النقود القليلة في الكوب، ومعها كذلك خاتم خطوبتها الثمين، الذي انزلق من بين أصابعها بالخطأ.
جلس هاريس في وقت لاحق، ليحصي ما جمعه من أموال، ليفاجأ حينها بخاتم السيدة الذي وقع في كوبه دون قصد، حينها استفسر الرجل الفقير عن قيمة ذلك الخاتم، ليكتشف أنه يتجاوز 4 آلاف دولار، فهل يقوم ببيعه إذن وهو في أمس الحاجة لقليل من الدولارات؟
أمانة رجل فقير
ظل هاريس يفكر في الأمر لعدة أيام، حتى أنه قرر بالفعل بيع الخاتم، أملا في التخلص من حظه العثر، ومن ظروفه الصعبة التي تحيط به من كل جانب، إلا أنه لم يقنع في النهاية بتنفيذ تلك الفكرة، فبحث عن صاحبة الخاتم، ليعثر عليها ويعطيها إياه.
يقول هاريس: “لن أدعي بأنني قديس، أو منزه عن الخطأ، ولكنني لست شيطانا كذلك”، ما أثبته الرجل الفقير عند قيامه بإرجاع الخاتم لسارا، التي كان لها رد فعل آخر أكثر إذهالا!
رد فعل صاحبة الخاتم
أرادت سارا أن تشكر هاريس يطريقة فعالة، لذا ففي ظل ظروف الحياة القاسية التي يعيشها هذا الرجل، قامت سارا وزوجها بيل، بالترويج لتلك القصة الملهمة برمتها، أملا في جمع بعض الأموال لمساعدة بطل تلك الرواية، وهو ما تم بالفعل بصورة غير متوقعة على الإطلاق.
تحكي سارا: “كانت الخطة أن أجمع أنا وزوجي بعض الآلاف من الدولارات، لتقديمها لهاريس المسكين، إلا أننا فوجئنا برد الفعل الرائع، من قبل كل من سمع قصة هذا الرجل الأمين، لذا بلغت قيمة الأموال التي جمعناها خلال فترة 3 أشهر، نحو 190 ألف دولار، ذهبت كلها إلى هاريس”.
وبالفعل تسلم هاريس المبلغ كاملا، فقام على إثره بشراء منزل وسيارة، بل وجاء ظهوره لاحقا كضيف في أحد البرامج التلفزيونية، ليساعد أهله وأقاربه الذين طالما بحثوا عنه دون جدوى، على مدار سنوات طويلة، من أجل العثور عليه.
في النهاية، تغيرت حياة هذا الرجل المعدم جذريا، بفضل أمانته النادرة، التي تسببت في لم شمل أسرته من جديد، والذي يؤكد في تأثر بالغ: “الآن، عندما أتذكر الماضي، أشكر الله فورا على انتهاء أيام المعاناة، فأنا أشعر أخيرا بأنني إنسان”.