منشور واسع الانتشار، يكشف عن خطة تبدو مذهلة يتبعها النسر، حين يقوم باستبدال منقاره وريشه وأظافره في منتصف العمر، ليبدأ بعد عامه الـ40 حياة جديدة تستمر إلى عمر الـ70، فما هي تفاصيل المنشور ومدى دقة المعلومات الواردة فيه؟
النسر يجدد شبابه
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، عدد من المنشورات التي تتحدث عن ظاهرة عجيبة تحدث للنسور، تجعلها قادرة على تجديد شبابها في منتصف العمر.
أكدت تلك المنشورات واسعة الانتشار عبر موقع فيسبوك، أن أزمة منتصف العمر التي يمر بها النسر مع بلوغ عامه الـ40، تدفعه إلى تبني خطة ملهمة تستغرق 150 يوما، وتتمثل في تجديد شبابه بشكل كامل، عبر التخلص من منقاره الذي صار أكبر حجما، وكذلك ريشه وأظافره، في مهمة مؤلمة ولكنها تنتهي وفقا للمنشور بإطالة عمر النسر حتى يبلغ الـ70 سنة.
ألمحت بعض من تلك المنشورات، التي قامت بالكشف عن خطط النسور الملهمة للبقاء، إلى ضرورة قيام الإنسان بالأمر نفسه، حين تتطلب منا الحياة كسر القيود والحواجز لبناء حياة جديدة، وهو أمر مطلوب بالفعل، ولكن هل يعني ذلك صحة قصة تجديد شباب النسر؟
الحقيقة
تبدو القصص والغرائب المتعلقة بحياة الحيوانات والطيور، شديدة الجاذبية بالنسبة لقطاع واسع من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، ما يبدو وأنه كان السبب في انتشار رواية نجاح النسر في تجديد شبابه، والتي تبين أنها لا تمت للحقيقة بصلة.
تتوالى المعلومات الخاطئة التي كشف عنها المنشور الشائع، فبينما أشار إلى أن حياة النسر تمتد إلى الـ70، وإلى أنه يمر بأزمة منتصف العمر خلال عامه الـ40، يتضح أن متوسط أعمار النسور يبلغ 30 سنة فقط.
كذلك يؤكد الباحثون أن تخلص النسر من منقاره وريشه وأظافره ولو للحظة واحدة، يعني موته في الحال، نظرا لأن تلك المناطق في جسده تعد سر البقاء والمواجهة بالنسبة إليه، لذا تستحيل إمكانية التخلي عنها ولو لجزء بسيط من الزمن، على أمل إعادة تكونها.
في النهاية، يتبين أن قصة تجديد شباب النسر هي أسطورة طالما تكرر سردها في الكثير من دول العالم، إلا أن حدوثها على أرض الواقع أمر مستحيل من الناحية العلمية والمنطقية.