صحة ولياقة

العلاقة بين ذكريات الطفولة ومرض الاكتئاب

دراسة حديثة تنظر للجانب الإيجابي من مراحل الطفولة لتفصح عن فوائده، حين تربط بين وجود ذكريات الطفولة السعيدة في مخيلة الإنسان، وبين حمايته من مشكلات نفسية في المستقبل وعند البلوغ.

ذكريات الطفولة

يدرك الكثيرون الدور السلبي للذكريات السيئة، التي يمر بها الإنسان في مراحل الطفولة، حيث يمكنها أن تصيبه بمرض الاكتئاب وأزمات نفسية مختلفة مهما تغيرت أوضاعه مع تقدمه في العمر، الآن تأتي دراسة أخرى لتكشف عن الجانب الآخر من المعادلة، والمتمثل في تأثير ذكريات الطفولة الإيجابية على صحة المرء.

أجرى الباحثون من جامعة جون هوبكنز للصحة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية دراستهم الملفتة للانتباه، عبر ملاحظة استبيانات شارك فيها آلاف الأفراد من قبل، للوقوف على تأثير التجارب السيئة في مرحلة الطفولة على حياة البشر مع البلوغ، وكذلك للتأكد من إمكانية تراجع الآثار النفسية السلبية على الإنسان، في حال وجدت من بين ذكرياته السلبية، بعض ذكريات الطفولة السعيدة.

الذكريات الإيجابية وقاية من المرض

في الوقت الذي توصل فيه الباحثون من قبل إلى أن ذكريات الطفولة السيئة من شأنها أن تزيد فرص معاناته من أمراض نفسية عدة، في مقدمتها مرض الاكتئاب وعدد من الاضطرابات الذهنية الأخرى، جاء الاكتشاف الأخير ليبرز دور ذكريات الطفولة الجيدة حتى وإن لم تكن كثيرة أو متنوعة، في تقليل فرص المعاناة من المشكلات النفسية، بل والوقاية تماما منها في بعض الأحيان.

وجد الباحثون بالأرقام أن التمتع بذكريات الطفولة السعيدة، يعني تراجع فرص الإصابة بمرض الاكتئاب بنسبة تبلغ نحو 72%، فيما لاحظ الخبراء أن تمتع الإنسان بالتجارب الإيجابية، يزيد من فرص حصوله لاحقا على الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه وبنحو 3 أضعاف ونصف مقارنة بالبشر العاديين.

في النهاية تأتي الدراسة الأمريكية الأخيرة لتشير إلى درس شديد الأهمية، يتمثل في أهمية اغتنام كل فرصة من أجل تكوين ذكريات سعيدة بالنسبة إلينا، وكذلك بالنسبة لأطفالنا الصغار، في إشارة إلى أن كل لحظة يتم فيها التواصل بدفء مع أبنائنا قد تعني لهم الكثير من الناحية النفسية، وخاصة مع بلوغهم وتقدمهم في العمر أكثر وأكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى