عجائبملهمات

رجل الضباع.. شاب يعيش وسط الوحوش المفترسة في أمان

تعرف الضباع بأنها من الحيوانات المفترسة، القادرة على صيد ضحاياها بمهارة فائقة، إلا أن القصة تبدو مختلفة تماما في إثيوبيا، وتحديدا في مدينة هرر، حيث يعيش شاب يدعى عباس يوسف وسط الضباع بأمان، والفضل يعود إلى تقاليد مغايرة لأسرته تعلمها منذ سنوات.

رجل الضباع

رجل الضباع.. شاب يعيش وسط الوحوش المفترسة في أمان

مشهد يبدو غير مألوف لأي شخص غريب عن مدينة هرر الإثيوبية، حيث نرى شابًا يلقي قطع من اللحم، إلى مجموعة من الضباع الجائعة، فيما يصطف عدد من سكان المدينة الإفريقية الصغيرة لمتابعة المشهد المثير غير المخيف بالنسبة إليهم، وما العجب في ذلك وهم يسيروا إلى جوارهم في كثير من الأحيان دون رهبة.

تعلم الشاب الإثيوبي، عباس يوسف، والملقب باسم رجل الضباع، كيفية إطعام تلك الحيوانات المفترسة من والده الراحل، الذي كان يلقي لهم بالطعام بعيدا عن متجره الصغير لإبعادهم عنه في بادئ الأمر، قبل أن تبدأ العلاقة في التحول من علاقة شخص قلق من وحوش مفترسة، إلى علاقة إنسان يهتم بأمر كائنات صارت مستأنسة، على الأقل بالنسبة له ولسكان المدينة كافة.

ورث عباس حب الضباع من والده بعد وفاته، بل وتطور الأمر حتى أصبح الابن قادرا على تقديم ما يشبه العرض، الذي يجذب سكان المدينة وكذلك أعداد من السياح، الذين لم يصدقوا قصة رجل الضباع إلا بعد مشاهدتها بالصوت والصورة.

علاقة لها تاريخ

رجل الضباع.. شاب يعيش وسط الوحوش المفترسة في أمان

يتحدث المصور، بريان ليمان، والذي يقضي بعض الوقت بمدينة هرر، من أجل توثيق ظاهرة التعايش مع الضباع، قائلا: “الوضع هنا شديد الاختلاف عن أي مدينة في العالم أو حتى عن أي مدينة أخرى بإثيوبيا، فبينما يبدو الشخص العادي في أي مكان آخر، مذعورا عند رؤية ضبع يتحرك أمامه، تجد الطفل هنا لا يخاف من هذا الوحش المفترس على الإطلاق”.

يشير ليمان إلى تفاصيل مغايرة في العلاقة بين الضباع وسكان إثيوبيا، بدأت منذ قرون مضت، حينما كانت تلك الحيوانات المفترسىة تهاجم السكان بل وتتسبب في قتل بعضهم، موضحا: “لم يجد المواطن المسكين حلا أمامه إلا عبر حفر ثقوب بالحوائط الموجودة بالطرقات، لوضع بقايا الطعام بينها، أملا في أن تبدأ الضباع في تناول تلك الأطعمة بدلا من أن تتغذى على البشر“، إلا أن تلك القصص المخيفة قد صارت من الماضي، حيث تؤكد السلطات عدم حدوث هجمات من الضباع على البشر بمدينة هرر منذ نحو 200 سنة.

يحكي ليمان ضاحكا عن دقائق مخيفة أمضاها مع رجل الضباع عباس يوسف: “كنت أجلس مع عباس ليلا، عندما أتي إلينا أحد الضباع المفضلة له، ليسير بنا بضع خطوات وكأنه يرشدنا إلى عرينه، حينها فكرت “هل هذا هو المكان الذي سوف يقتلنا بداخله؟!”، إلا أنني أدركت بساطة الموقف عندما شاهدت عباس يلعب معه وكأنه حيوان أليف، في ظاهرة عجيبة لا يمكنك أن تشاهدها في أي مكان آخر بعيدا عن هنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى