شخصيات مؤثرةملهمات

عبد العزيز.. لاجئ أفغاني أنقذ العشرات خلال مذبحة نيوزيلندا

فوجئ اللاجئ الأفغاني، عبد العزيز، بإرهابي نيوزيلندا وهو يلوح بسلاحه في وجوه المصلين بمسجد لينوود، فقرر المهاجر الأربعيني إنقاذ أرواح العشرات حتى وإن جاء ذلك على حساب أمنه وسلامته الشخصية، مستعينًا بآلة صغيرة للبطاقات الائتمانية!

حادث مفزع

عبد العزيز.. اللاجئ الأفغاني الذي أنقذ أرواح العشرات بكبح جماح إرهابي نيوزيلندا

لم يتخيل عشرات المصلين أن تشهد صلاة الجمعة بمسجد لينوود، في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، استشهاد 7 أشخاص من بينهم، وهو العدد الذي كان قابلا للتضاعف بلا شك، لولا تدخل اللاجئ الأفغاني البطل ابن الـ48 عاما، عبد العزيز.

كان سفاح نيوزيلندا، برينتون تارانت، قد انتهى من سفك دماء نحو 50 مصليًا بمسجد كرايست تشيرش الأول، حينما قرر التوجه لمسجد لينوود لإكمال عمليته الإرهابية البشعة، إلا أنه وجد أمامه مهاجرًا لا يخشى الموت بقدر ما يخاف على حياة المصلين الآخرين، ومن بينهم أبناؤه الأربعة.

يحكي البطل عبد العزيز، عن تلك اللحظات الصعبة، قائلا: “في هذا الوقت، لا يمكنك التفكير كثيرا، فقط تنفذ يمليه عليه ضميرك”، مضيفا: “كل ما حلمت به حينئذ، أن أنقذ أكبر عدد من الأرواح، حتى وإن فقدت حياتي”.

لحظات رعب وصمود

عبد العزيز.. اللاجئ الأفغاني الذي أنقذ أرواح العشرات بكبح جماح إرهابي نيوزيلندا

بدأ الأمر مع سماع عبد العزيز وأبنائه أصوات إطلاق نيران خارج مسجد لينوود، حيث اتجه للخارج حاملا آلة صغيرة للبطاقات الائتمانية، غير متوقعا أن تكون تلك الآلة هي سلاحه الوحيد، في مواجهة ارهابي مسلح، يقول: “وجدت أمامي رجلا يحمل سلاحا ويرتدي ملابس عسكرية، لذا اختلط علي الأمر في بادئ الأمر، هل هو الرجل الطيب أم الشرير، إلا أنني أدركت حقيقته حين وجَّه السباب للجميع”.

حاول الإرهابي المرتبك حينها إطلاق النيران على عبد العزيز، إلا أن شجاعة المهاجر الأفغاني منحته الأفضلية، حيث بادره بإلقاء آلة البطاقات على وجهه، الأمر الذي زاد من ارتباك تارانت ودفعه لإسقاط سلاحه ومحاولة الهرب، وسط صيحات أبناء عبد العزيز المطالبة أبيهم بالعودة للمسجد، خوفا على حياته.

في هذا الوقت، حمل عبد العزيز السلاح الخالي من الطلقات، مهددا الإرهابي المذعور، الذي أخذ سيارته وفر هاربا، دون أن يودي بحياة المزيد من الضحايا، وقبل أن يتم إلقاء القبض عليه بمعرفة رجال الشرطة المحليين.

بطل المهاجرين

عبد العزيز.. اللاجئ الأفغاني الذي أنقذ أرواح العشرات بكبح جماح إرهابي نيوزيلندا

يعقب عبد العزيز على هذا الحادث متأثرا: “شعرت بالارتياح مع إنقاذي حياة أبنائي، إلا أنني مازلت أشعر بالصدمة مع تذكري مشهد القتلى بداخل المسجد“، موضحا: “يوجد من بين هؤلاء الشهداء أصدقاء مقربين لي، لكن ما يخفف من أحزاني قليلا هو ردود فعل المواطنين هنا، حيث فوجئت مع عودتي لمنزلي في تلك الليلة، بزوجتي تبلغني بأن الجيران جميعا قد أرسلوا لي الورود والكروت والأطعمة، تعبيرا عن تضامنهم معنا”.

في النهاية، كان من الوارد أن ترتفع حصيلة ضحايا حادث نيوييندا الإرهابي لمئات القتلى، لولا تدخل أب سعى لأن ينقذ حياة الآخرين، فكرمه العالم بتنصيبه بطلا في قلوب الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى