صحة ولياقة

علاقة مخيفة بين مواعيد النوم والسرطان

ندرك تماما أن قلة عدد ساعات النوم، تعني معاناة الصحة الجسدية والنفسية من مشكلات مختلفة، ولكن ماذا عن الحصول على ساعات كافية من النوم ولكن في الصباح، وهل يصاب الإنسان حينئذ بأزمات صحية أخرى نتيجة عدم النوم في ظلام الليل؟

ساعة الجسم البيولوجية والضوء

يعتقد البعض أنه لا توجد أزمة كبرى في تعديل مواعيد النوم، لتصبح في الصباح الباكر بدلا من المساء، وخاصة مع اعتيادهم هذا الأمر بمرور الوقت، لكن ذلك خاطئ ويجب التنبيه إلى أن المشكلة التي تحدث هنا تصيب ساعة الإنسان البيولوجية دون أن يشعر المرء في البداية.

من المعروف أن ساعة الجسم البيولوجية أو الحيوية، هي ما تدفع الإنسان لمعرفة الوقت المناسب للشعور بالجوع، أو لإدراك أي تغيرات بدرجة حرارة جسده، هذا بالإضافة إلى أن تلك الساعة الحيوية هي ما تنبه صاحبها إلى حلول موعد التعمق في النوم، أو الاستيقاظ منه.

تكمن المشكلة هنا في أن الاعتماد الأساسي لتلك الساعة يقع على الضوء والظلام، ويفترض أن يشعر المرء بالنعاس مع حلول الظلام، أو يشعر بالانتباه مع ظهور الأضواء، حتى وإن كانت لهاتف أو جهاز إلكتروني، ما يعني في حال عكس مواعيد النوم، تصاب ساعة الإنسان البيولوجية بارتباك واضح، يؤدي إلى عدم حصول النائم صباحا على نفس الميزات الصحية التي كان يحصل عليها من قبل عند نومه في المساء، وخاصة مع ارتفاع الضوضاء في الصباح واختراق أشعة الشمس غرف النوم، ما يؤدي الأمر لاحقا إلى الإصابة بالأمراض.

الميلاتونين وأمراض مخيفة

يعرف هرمون الميلاتونين بأنه الهرمون المسؤول عن سائر الهرمونات الأخرى في الجسم، حيث يعمل مع زيادته على إحساس المرء بالرغبة في النوم، فيما يؤدي إلى عكس ذلك إذا تراجعت إفرازاته بالجسم، كما يحدث في الصباح، لذا تبدو واضحة تلك العلاقة العكسية بين إفراز الميلاتونين ووجود الأضواء، وهي العلاقة التي تتضرر لتؤدي أحيانا إلى الإصابة بأخطر الأمراض.

أكدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بعد دراسة أجريت في عام 2007، وجود علاقة طردية واضحة بين العمل لساعات طويلة في الليل والنوم بالصباح، وفرص إصابة النساء بسرطان الثدي، ما يعد أحد أكبر مخاطر عدم النوم في المساء، فيما أشار الخبراء إلى أن اضطراب الميلاتونين في الجسم، من شأنه أن يزيد من احتمالية الإصابة بأورام مختلفة بجانب هذا النوع تحديدا من السرطان.

كذلك أوضح الباحثون من جامعة الكيبك الكندية، وجود ارتباط وثيق بين عدم النوم في المساء، وارتفاع فرص معاناة الرجال من سرطان البروستاتا، ما يعني في النهاية أن مجرد إحداث تعديل يبدو عاديا في مواعيد النوم والاستيقاظ قد يكلف الإنسان حياته في نهاية المطاف!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى