نصائح

ماذا يحدث لنا عند تجنب استخدام الهاتف؟

يعاني الكثيرون حول العالم من إدمان الأجهزة الإلكترونية وتحديدا الهواتف المحمولة، إذ يلجأ البعض إلى استعمال تلك الأجهزة طوال الوقت، وحتى أثناء تناول الطعام أو استخدام المرحاض وقبل النوم وبعد الاستيقاظ، لتبدو فكرة التخلي عن تلك التكنولوجيا مستحيلة، رغم ما يحمله الأمر لنا من فوائد نكشف عنها عبر الإشارة لما قد يحدث عند تجنب استخدام الهاتف المحمول.

الغضب والقلق

يبدو من المتوقع أن يعاني الشخص في البداية من مشاعر القلق، نظرا لتخليه عن عادة سيطرت عليه لسنوات طويلة، حيث يؤدي ترك الهاتف في المنزل أثناء التسوق أو عند الذهاب للعمل مثلا إلى الشعور بافتقاده وربما الإحساس بأن الوصول إليه صار مستحيلا، فيما نحتاج هنا إلى مقاومة تلك المشاعر السلبية حتى تزول رويدا رويدا، ليصبح استخدام الهاتف المحمول مرهونا بالأمور الطارئة فحسب دون إدمان.

الصداع والغثيان

تصل آثار الانسحاب الخاصة بعدم استخدام الهاتف المحمول إلى حد المعاناة من صداع الرأس أو الغثيان أحيانا، تأثرا بالمزاج السيئ الذي يعاني منه المرء بعدما قرر التخلي عما كان يعتمد عليه طوال الوقت، وخاصة إن كان الهاتف هو وسيلة ممارسة الألعاب الإلكترونية التي ترفع مستويات الدوبامين لتشعر اللاعب بالسعادة، لتصبح آثار الانسحاب أكثر حدة ولكنها سرعان ما تختفي في أيام معدودة.

الراحة

يفاجأ المرء مع تنفيذه لتحدي تجنب استخدام الهاتف المحمول لأيام متتالية، بأن مشاعر الغضب والقلق تحولت لمشاعر أخرى أكثر إيجابية، حيث يصبح الإحساس بالراحة والسكينة هو المسيطر مع شعور الشخص بأنه نجح في التخلص من إدمانه، وحتى إن تمثل في إدمان الهواتف والأجهزة الإلكترونية، فيما يدرك قيمة الأمر بمرور الوقت مع ملاحظة قدرته على التحكم في حياته بعدما كان مسيرا من قبل التكنولوجيا.

النوم العميق

يدرك أغلبنا دور أضواء الهواتف الحديثة في تقليل إفرازات الميلاتونين في الجسم، ليصبح النوم العميق مستحيلا بعد استخدام الهاتف المحمول ليلا، وهو عكس ما يحدث عندما يكف المرء عن استعمال تلك الأجهزة الإلكترونية إلا للضرورة القصوى، حيث يصبح الاستغراق في النوم أكثر سهولة، لتتأثر الحالة النفسية بالإيجاب.

الإبداع

بينما يؤدي اللجوء إلى استخدام الهاتف المحمول دوما في أوقات الفراغ، سواء لممارسة الألعاب الإلكترونية أو لمراسلة صديق مقرب أو حتى لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون هدف محدد إلى تقليل الملل بدرجة ما، فإن الأزمة تكمن هنا في أن الاعتماد على تلك الأجهزة الإلكترونية يقتل الخيال لدى الشخص، عندما يحرمه من فرص التأمل والتفكير خلال دقائق الفراغ في يومه، لذا ينصح بالتحكم في أوقات استخدام الهاتف المحمول، حتى تصبح فرص إطلاق العنان للخيال ومن ثم الإبداع أكثر توفرا من ذي قبل.

في كل الأحوال، تبدو التكنولوجيا من وسائل تسهيل الحياة على البشر جميعا، إلا أن الإفراط في استعمال أدواتها وتحديدا في استخدام الهاتف المحمول، قد تزيد من رفاهية المرء بدرجة مضرة وليست مفيدة كما يظن الكثيرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى