رجل يناهز الستين عاما، يقتحم غرف حفظ الألماس بأحد البنوك الكبرى، لسرقة ما يوازي قيمته 28 مليون دولار، دون استخدام سلاح ناري أو ما شابه، بل بمساعدة سلاحه الخاص المتمثل فقط في قطع الشوكولاتة!
السارق الهادئ
ربما هي واحدة من أغرب السرقات التي حدثت من قبل في إحدى بنوك بلجيكا، وتحديدا في بنك ABN Amro، الواقع بمدينة أنتويرب، حيث نجح رجل يقترب من إتمام الستين، في سرقة ألماس يزن 120 ألف قيراط، وحده ودون أي مقاومة من رجال الأمن، بل ومن دون الحاجة لاستخدام سلاح ناري.
بدا من الواضح حجم الكارثة الكبرى، بعدما تبين قيام هذا الرجل باستخدام جواز سفر مزور، باسم كارلوس هيكتور، حيث ادعى السارق أنه رجل أعمال أرجنتيني، لإحكام خطته التي استمرت لعام كامل، قبل نجاحها المدوي الذي ساعده على العودة من البنك محملا بقطع ألماس، توازي قيمتها 28 مليون دولار أمريكي، دون أن يتكلف شيئا بخلاف قيمة بعض من قطع الشوكولاتة، فكيف نجح الأمر؟
الملايين مقابل الشوكولاتة
تعود أحداث تلك الواقعة المثيرة، إلى عام 2007، حينما كان كارلوس هيكتور، عميلا معروفا [انه دائم الزيارة لبنك ABN Amro، باعتباره رجل أعمال أرجنتيني يحتفظ بالقليل من المجوهرات، إلا أنه يتميز عن غيره من رواد البنك، ببشاشة الوجه، والأمانة والمصداقية التي تعلو ملامحه، بل إنه اعتاد تقديم الشوكولاتة للعاملين تقديرا لجهودهم، ما جعله محبوبا من الجميع دون استثناء.
استمرت العلاقة الطيبة بين كارلوس وموظفي بنك ABN Amro لمدة عام كامل، حتى أصبح الرجل وكأنه فرد منهم، لذا لم يجد المسؤولين في البنك غضاضة في منحه البطاقة الإلكترونية، التي تسمح له بالدخول لغرفة الاحتفاظ بالألماس في الوقت الذي يريده، للاطمئنان على مقتنياته البسيطة.
تبين أن تلك العلاقة الحسنة والمظهر الصادق لكارلوس، جزء من خطة محكمة منحته ثقة الجميع هناك، حتى تمكن من الدخول والخروج من بنك ABN Amro، وهو يحمل أكثر من 100 ألف قيراط من الألماس، دون أن يشك فيه أحد، ما اكتشفه الجميع متأخرا بعد أن لاذ بالفرار بلا عودة.
عرضت الشرطة المحلية مبلغ مالي يصل إلى مليوني جنيه أسترليني، لكل من يتمكن في المساعدة وكشف لغز هذا السارق الستيني، الذي اختفى للأبد، تاركا فقط في ذاكرة عاملي البنك الشهير، ملامحه الهادئة ونظارته الطبية البسيطة، علاوة على بعض قطع الشوكولاتة لذيذة المذاق.
