ثقافة ومعرفة

كيف فسر العلم ظاهرة دموع الفرح؟

من الوارد أن يبكي الإنسان فرحا، سواء في ليلة زواجه أو يوم إنجابه لطفل أو حتى عند فوز فريقه بمباراة مهمة، ولكن كيف يرى العلم تلك الظاهرة غير المنطقية بالنسبة للكثيرين، والمتمثلة في تساقط دموع الفرح؟.

دموع الفرح

بينما يعد الإحساس بالحزن أو الكآبة سببا كافيا من أجل البكاء وتساقط الدموع من العيون، يحدث أحيانا أن نذرف الدمع في أوقات تبدو مختلفة بكل المقاييس، حيث نشعر خلالها بدلا من الحزن بالسعادة الغامرة التي تصل بنا إلى القيام بنفس رد الفعل المتمثل في البكاء، الأمر الذي توقف عنده الكثير من العلماء، ومن بينهم أستاذة علم النفس بجامعة كليمسون الأمريكية، أوريانا ار اراجون، والتي كشفت عن رؤيتها لظاهرة دموع الفرح.

تقول أوريانا: “أحيانا ما يقوم الإنسان برد فعل سلبي، تجاه إحساس إيجابي ينتابه، حيث يظهر ذلك بوضوح عند البكاء في لحظات الفرح الشديد”، موضحة: “تفرز الدموع بشكل عام ناقلات عصبية، تدعى leucine enkephalin، تعمل كمسكنات للألم، لذا فإن بكى المرء من شدة حزنه، تعمل تلك الناقلات على تحسين مزاجه قليلا، فيما تجعله أكثر سعادة عندما تنهمر دموع الفرح من عينيه”.

سر البكاء من السعادة

أما عن السبب وراء تساقط دموع الفرح، أو وراء البكاء في أوقات تبدو غير منطقية على الإطلاق، فتعددت الآراء إلا أن النظرية الأكثر شهرة، هي التي تؤكد أنه في لحظات الانفعال الشديد، يختلط الأمر على العقل، حيث يصيبه ارتباك يجعله غير قادر على التفرقة بين المشاعر الإيجابية التي تتطلب الضحك أو الابتسام، وبين المشاعر السلبية التي تستحق بالفعل البكاء.

تؤيد الرؤية السابقة، أستاذة الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، جوردان لويس، حيث تقول: “أحيانا ما تتشابك ما يمكن تسميتها بأسلاك السعادة والحزن، لينشط دور الجهاز العصبي اللاودي”، مضيفة: “بينما يفترض بهذا الجهاز العصبي أن يساهم في سقوط الدموع في لحظات الصدمة والحزن، من أجل تهدئة المرء وإفراز الناقلات العصبية المطلوبة حينئذ، فإنه لا يفرق بين تلك اللحظات ولحظات البهجة الشديدة، لتنهمر دموع الفرح بلا توقف”.

في النهاية، تتعدد الفوائد النفسية للبكاء، الذي لا يفرق أحيانا بين السعادة والحزن، لذا نجد أن تساقط دموع الفرح لن يضر بالمرء، بقدر ما سيحقق له المنافع دون شك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى