تختلف فرص ظهور علامات التقدم في العمر من شخص لآخر، إلا أن الشعوب الآسيوية تبدو هي الأصغر سنا في جميع الأحوال، لا تقتصر تلك الأفضلية على صعيد الشكل فقط بل كذلك على المستوى الصحي، إذ تؤكد الدراسات أن فرص تجاوز الـ100 عام تبدو أعلى بدول آسيا كاليابان أو الصين مقارنة ببلاد الدنيا الأخرى، ما يدفعنا للكشف عن أسباب تلك الظاهرة المثيرة.
عظم الوجه
يمر الجميع بمراحل فقدان للعظام والأنسجة الرقيقة مع التقدم في العمر، إلا أن هذا التغير الطبيعي لا يبدو ظاهرا بالدرجة الكبيرة أو المتوقعة لدى الشعوب الآسيوية، والسر في عظم الوجه العريض لدى أبناء تلك الدول، والذي يقلل من ظهور علامات التقدم في العمر على الوجه، علاوة على أن نسبة الدهون المرتفعة حول العينين تمنع التجاعيد من أن تتشكل حولها، لذا يبدو ترهل الجلد بعيدا عن شعوب آسيا مقارنة بالقوقازيين على سبيل المثال.
طبيعة الجلد
يمكن اكتشاف فرص المعاناة من أعراض الشيخوخة على الجلد وفقا للونه، إذ يتضح أن لون الجلد لدى الشعوب الآسيوية يعبر عن كميات الميلانين المرتفعة لديهم، والتي تعمل على حماية الجلد من أشعة الشمس الضارة أحيانا، ومن التجاعيد التي تصيب البشرة بمرور السنوات، علاوة على أن باطن الجلد يعتبر أكثر كثافة لدى الآسيويين لذا تقل فرص ظهور أعراض الشيخوخة أيضا في تلك الحالة، علما بأن نسب الميلانين ترتفع لديهم مع التقدم في العمر.
جينات الشباب
توصل العلماء منذ سنوات قليلة إلى وجود جينات ميثوسيلا، التي تبدو مسؤولة عن تجدد الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس أو لأي من العوامل البيئية، حيث وجد الباحثون أن تلك النسب تبدو أكثر ارتفاعا لدى النساء من أصحاب البشرة السمراء مقارنة بأصحاب البشرة البيضاء، لذا فبينما يتوقع أن تكون الشعوب الآسيوية متفوقة في هذا الجانب، فإن الأبحاث والدراسات المستقبلية يفترض أن تثبت ذلك يوما ما.
نمط الحياة
لا يمكن إغفال دور نمط الحياة الذي تعيشه الشعوب الآسيوية، في تمتعهم بالمظهر الشاب الذي يحلم به شعوب أخرى حول العالم، فبينما يمكن لأشياء لا يمكن التحكم فيها، مثل الجينات والعوامل الوراثية وطبيعة الجلد وعظم الوجه أن تؤثر على درجة وسرعة المعاناة من علامات الشيخوخة، فإن نمط الحياة كذلك يمكنه التحكم في الأمر، لذا يحرص أبناء قارة آسيا على تناول الأطعمة الصحية مثل الأكلات البحرية والخضروات، مع التقليل من الخبز ومنتجات الألبان، كذلك تبدو الوقاية من أشعة الشمس في دول آسيا من الضروريات التي لا يمكن التساهل فيها، لذا يصبح التمتع بالمظهر الشاب مؤكدا في تلك الحالة.
الملامح الطفولية
تربط بعض النظريات بين تمتع الشعوب الآسيوية بالوجه المستدير والحواجب المرتفعة والشفاه الممتلئة والذقن المنسحبة قليلا، وبين اعتياد رؤية تلك العلامات الشكلية لدى الأطفال الصغار، حيث يفكر العقل بصورة لاإرادية في أن ملامح أبناء تلك الدول هي الأصغر سنا، في ظل تشابهها مع ملامح الأطفال، لتعد تلك واحدة من أسباب تمتع الآسيويين بمظهر شبابي في أعين الشعوب الأخرى.