يعد التثاؤب من العمليات التي يمارسها جميع البشر وربما الحيوانات بشكل لا إرادي، فيما يتلخص في ملء الرئتين بالهواء أثناء فتح الفم، ولكن ترى لماذا نتثاءب وما فوائد هذا الأمر اليومي المعتاد لنا جميعا؟
لماذا نتثاءب وما هي الفوائد؟
تتعدد النظريات التي تفسر سر التثاؤب ومن ثم فوائده للبشر بلا استثناء، حيث كشفت إحدى النظريات عن أهمية عملية التثاؤب في ملء الجسم بالأكسجين، قبل أن يكذب العلماء الربط بين الأمرين فيما بعد.
ربما تعد الدراسة النمساوية التي أجريت عبر خبراء جامعة فيينا في عام 2014، هي الأكثر قدرة على الإجابة عن السؤال الشهير، وهو لماذا نتثاءب، إذ أشارت إلى أن دور التثاؤب يبدو هائلا في إعادة تبريد المخ إن واجه بعض التغيرات الملحوظة في درجات الحرارة.
أوضحت الدراسة أن تغيرات درجات حرارة المخ بصورة مضرة بصاحبه تحدث في أكثر من مناسبة، مثلا حين يعاني من الإجهاد بدرجة تقلل من قدراته ليأتي التثاؤب وينقذ الموقف، كما يحدث حينما يسيطر الملل على الشخص ويحتاج المخ لما ينعشه من جديد ويصبح التثاؤب من جديد هو الحل الأمثل.
كذلك بدا أن التثاؤب يزيد من القدرة على الانتباه، حيث يعمل على منح الأنسجة والرئتين بعض من التمدد المطلوب، كما ينشط العضلات والمفاصل وربما يزيد من تدفق الدم للمخ لترتفع فرص التركيز.
لماذا نتثاءب عند رؤية تثاؤب الآخرين؟
تكشف الإجابة عن التساؤل السابق عن حقيقة انتقال التثاؤب من شخص لآخر مثل العدوى، ولكن بصورة غير مضرة دون شك، إذ يكفي أحيانا أن نشاهد شخص ما في الشارع أو حتى من خلال مقطع فيديو عبر الإنترنت وهو يتثاءب، حتى نشعر بالرغبة في محاكاته دون تفكير، إلا أن فرص تقليد تثاؤب الآخرين تختلف من شخص لآخر.
تؤكد دراسة أجريت بجامعة بايلور بالولايات المتحدة الأمريكية، أن التثاؤب بصورة لا إرادية محاكاة للآخرين، يكشف عن تمتع الشخص بقدرة أعلى على التعاطف.
على الجانب الآخر، وجد الباحثون أن الأشخاص أقل تعاطفا مع غيرهم هم اصحاب الفرص الأقل في محاكاة عملية التثاؤب عند رؤيتها، الأمر الذي لا يمكن تعميمه دون شك، أو الاعتماد عليه من أجل رسم ملامح الشخصيات، لكنه قد يبدو مجديا أحيانا.
كيف نتخلص من التثاؤب؟
من الوارد أن تصبح عملية التثاؤب متعددة الفوائد مزعجة لصاحبها، ذلك إن كان يقوم بها بصورة مفرطة تؤدي إلى التأثير بالسلب على المظهر العام، لذا يبقى في حاجة لبعض الحيل القادرة على السيطرة على هذا الأمر قدر الإمكان.
ربطت دراسة أمريكية أجريت بجامعة نيويورك في عام 2007 بين كثرة التثاؤب وبين الحاجة إلى التنفس الصحيح عبر الأنف، ليفصح ذلك عن إمكانية مقاومة الإفراط في التثاؤب عبر الحصول على الأكسجين من خلال التنفس بعمق عبر الأنف وليس الفم.
وفي وقت يربط فيه الخبراء بين التثاؤب وبين مشاعر الملل أو التعب أو حتى التوتر، فإن مقاومة الإفراط في التثاؤب قد تبدأ عبر كسر الروتين والتحرك من مكان لآخر والحرص على التغيير، علما بأن المبالغة في الحصول على الكافيين تعد من عوامل الأزمة، لذا ينصح بالسيطرة على ما نحصل عليه من القهوة وغيرها من مشروبات الكافيين في تلك الحالة.
يمكن للبعض السيطرة على عملية التثاؤب بصورة مفرطة، من خلال تبريد أنفسهم بالدرجة المناسبة، وسواء عبر الخروج من المنزل والمشي أو من خلال شرب المياه الباردة أو حتى عبر تناول الفاكهة، فيما تعد زيارة الأطباء هي الخيار الأمثل إن بدا الأمر شديد الإزعاج أو ارتبط ببعض الأعراض المقلقة مثل صعوبة النوم أو الشعور بالألم أو قلة الانتباه.