ثقافة ومعرفة

85% من البشر يتنفسون من فتحة أنف واحدة.. ماذا تعرف عن دورة التنفس؟

هل تعلم أن 85% من البشر يتنفسون من خلال فتحة أنف واحدة فقط؟ حيث يجري تبديل عملية التنفس بين كل فتحة وأخرى كل 4 ساعات تقريبا، وهي النسب التي تختلف من شخص لآخر، ولكنها تعرف بشكل عام باسم “دورة التنفس” وأحيانا بـ”الدورة الأنفية”.

بداية اكتشاف دورة التنفس

كانت بداية الاهتمام بتلك الظاهرة الطبية، من قبل متخصص ألماني في طب الأنف، يدعى “ريتشارد كايسر” في سنة 1895، حيث اكتشف حينها الدورة الأنفية وهي التنفس من فتحة أنف واحدة وذلك من خلال انسداد فتحات الأنف بالتبادل، وتحدث من خلال أنسجة انتصاب موجودة داخل الأنف، تقوم بالانتفاخ داخل إحدى فتحات الأنف، لتمنع التنفس بواسطتها، بينما تتقلص تلك الأنسجة في الفتحة الأخرى، ما يشير إلى السماح بالتنفس من خلالها، في ظاهرة لم تكن متوقعة.

نتائج مثيرة وأضرار التنفس من فتحة أنف واحدة

الأغرب من ذلك، أن دراسة أجريت لاحقا في سنة 1988، قد توصلت إلى نتائج أخرى تفيد بأن التنفس عبر فتحة معينة، له تأثيرات صحية على الجسم مختلفة عن تلك التي تحدث عند استعمال الأخرى.

حيث تبين أن التنفس عبر الفتحة اليمني يرفع من معدلات الجلوكوز بالدم، بينما يعمل التنفس عبر الفتحة اليسرى على العكس تماما، ما فتح باب التكهنات التي أشارت إلى أن التنفس عبر الفتحة اليمنى لسنوات طويلة، دون اللجوء إلى عملية التبادل المعتادة، قد يكون سببا مباشرا في تعرض البعض للإصابة بمرض السكري.

بينما أكدت دراسة أخرى تعود إلى سنة 1993، أن استخدام الفتحة اليمنى للأنف من أجل التنفس، يعني استهلاك مستويات أكثر من الأوكسجين، تفوق تلك المستخدمة أثناء التنفس بواسطة الفتحة اليسرى، في الوقت الذي أشارت دراسة أخرى إلى أمر أكثر غرابة، وهو أن التنفس عبر فتحة معينة يعني نشاط الفص المقابل من المخ بصورة أكبر، أي أن التنفس بالفتحة اليسرى يمنح الفص الأيمن من المخ نشاطا أكثر والعكس.

النوم على كل جانب

ومع التوصل لتلك الاكتشافات الطبية، ألمح البعض إلى أن دورة التنفس تلك، من الممكن أن تكون السبب الرئيسي في قيامنا جميعا بتبادل النوم على كل جانب طوال الليل، حيث نقوم بالنوم أحيانا على الجانب الأيمن، ومن ثم ننتقل إلى الجانب الأيسر في أوقات أخرى.

ويشار إلى أن النوم على الجانب الأيمن مثلا لمدة 15 دقيقة، سيؤدي بأنسجة الانتصاب إلى الانتفاخ داخل الفتحة اليمنى، مع التقلص باليسرى، لتصبح هي المسؤولة عن التنفس لبعض الوقت، والعكس صحيح، ما يجعلنا نقوم حينها بالنوم على الجانب الآخر لا إراديا، حيث يكون الجسم حينها في حاجة إلى استعمال الفتحة الثانية من الأنف، وإراحة الأخرى.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى