عجائب

مدينة سيفار.. مثلث برمودا في الصحراء الجزائرية

هل تظن أنك على دراية كاملة بأسرار الكون؟ ابحث حولك وأمعن النظر قليلًا، حينها ستتأكد أنك ما زلت على حافة العلم والمعرفة، ليتضح لك أنك تجهل الكثير من الخبايا والأسرار، التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الوجود، فهناك عدة أماكن غامضة، مثل مدينة سيفار، حيث لا يسعك حتى السؤال عنها، لأنك باختصار لن تجد الإجابة.

مدينة سيفار

مدينة سيفار الجزائرية

مدينة الجن، أعجوبة العالم الثامنة، أو مثلث برمودا الشرق كما يطلق عليها البعض، تقع على مساحة تقدر بـ89,342 كلم²، في سلسلة طاسلي ناجر الجبلية، وسط صحراء جانيت، في ولاية إليزي جنوب شرق الجزائر، وتُعد من أكبر المدن الصخرية في العالم، وقد اشتهرت عالميًا برسوماتها ومنحوتاتها البدائية، مما جعلها موروثًا ثقافيًا، وثروة طبيعية وحضارية، الأمر الذي أدى إلى إدراجها من قبل منظمة اليونسكو، ضمن مواقع التراث العالمي في عام 1982.

المدينة المفقودة

كما تلقب أيضًا بالمدينة المفقودة، إذ لا يعيش على سطحها أي بشري، وتضم مدينة الجن متحفًا كاملًا، يحتوي على أكثر من 15 ألف لوحة جدارية، بالإضافة إلى المنحوتات والنقوش والرسومات، كما يقال أيضًا إنها رموز للشفرات والحروب القديمة من عصور ما قبل التاريخ، تعود لأكثر من 20,000 عام، والتي يقال إنها من صنع الجن وليس البشر.

يعتقد الكثيرون أنها تحتوي على كنوز الجن، بل ويحرسها أيضا أعتى ملوك الجان، وهو السر وراء اختفاء كل من حاول اقتحامها، وسبر أغوارها، لتصبح ثاني أخطر الأماكن بعد مثلث برمودا، بالإضافة إلى أن اليونيسكو صنفها على أنها أكبر وأقدم مدينة صخرية في العالم، مقارنة بالأهرامات المصرية القديمة.

آليستر كراولي

مدينة سيفار الجزائرية

يعد آليستر كراولي المولود في 1875، من أشهر السحرة المخضرمين الذين عرفهم التاريخ في القرن العشرين، حيث كان شاعرًا ورسامًا، بالإضافة إلى أنه كان من أشهر متسلقي الجبال، والذي تميز بشجاعته وشخصيته القوية، وحبه للمغامرة، الأمر الذي دفعه فيما بعد لخوض المعركة والمخاطرة بحياته، للدخول إلى مدينة سيفار ومعرفة خباياها، بعد أن سمع عن غموضها، في محاولة باسلة وجريئة ورحلة تحفها المخاطر، لم يكن يعلم أو يتوقع نتائجها.

تصريحات خطيرة

مدينة سيفار الجزائرية

هكذا أفادت بعض المعلومات الموجودة في وثيقة بأحد متاحف بريطانيا، بأن الساحر كراولي هو الشخص الوحيد الذي نجا وعاد سالمًا، بعد دخوله إلى أزقة مدينة الجن، والذي قام بالتجول بين كهوفها وجميع دروبها الضيقة التي تشبه المتاهة، حيث كان بصحبة فريق كامل مكون من 30 رجلا، واللذين قد أحيطوا علمًا بما هم مقبلين عليه، ورغم ذلك أقدموا على هذه الرحلة، ليلقَوا حتفهم جميعًا بعد أن علقوا عدة أيام، كنتيجة حتمية لتحديهم السافر.

ترك آليستر وثيقة مبهمة، وعدة مخطوطات إثر رحلته التي قام بها، والتي تم اكتشافها بعد موته الذي تعاقب تاريخه مع التصريح الخطير الذي أدلى به، حيث ذكر ضمن بعض التصريحات الأخرى، أنه استطاع الوصول إلى عرش إبليس، القابع بين كهوف مدينة سيفار، كما تضمنت هذه المخطوطات أيضًا الكثير من الرسومات غير المفهومة، التي احتوت على مجموعة من الحيوانات، بعضها غريب والبعض الآخر مألوف، مثل الخيول، الزرافات، والأبقار التي تعيش بين المروج والأنهار والحدائق، بالإضافة إلى بعض الرسومات الأخرى لمخلوقات بشرية تطير في الهواء، وترتدي ما يشبه أجهزة الطيران.

ممنوع الاقتراب أو التصوير

أعلنت أمريكا تصريحًا هامًا عقب وفاة الساحر، وذكرت فيه تحذيرات مشددة من محاولة الاقتراب من الكهوف، أو تصويرها من الداخل، بالإضافة إلى ما ذُكر ضمن نص التصريح بأن هذه المدينة بمثابة مثلث برمودا الصحراء، إذ لم يخرج أي شخص حاول التعمق داخل كهوفها حيًا، تمامًا كما يحدث في مثلث برمودا في البحر.

حتى إن ناشيونال جيوغرافيك لم تقوَ على المجازفة والمخاطرة لدخول هذه الكهوف، بل قامت بإرسال طائرات بدون طيار لمحاولة التصوير من الداخل، ورغم ذلك فقد عجزت الطائرات عن تصوير المدينة بأكملها، ولم تستطع سوى التقاط بعض الصور، التي تم إرسالها إلى مقر اليونيسكو فيما بعد، والتي تضمنت جزءا واحد فقط، وهو الجانب الخارجي الذي تجرى عليه جميع الدراسات، إذ لا يستطيع أي شخص تخطي هذا الجانب أبدًا، والذي تروي لنا النقوش والرسومات عليه أعرق حضارة، من الحضارات الغابرة للقدماء آنذاك.

غموض وتحليلات

مدينة سيفار الجزائرية

هكذا تركت رموز ونقوشات مدينة سيفار لغزًا مبهمًا، حير جميع علماء التاريخ، الذين وقفوا عاجزين عن حل شيفرات هذه الرسومات، والتي تمثلت في مجموعة من الرجال والنساء يرتدون زيًا يشبه ملابسنا في وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى رجال يرتدون معدات أشبه بمعدات الغطس، ويسحبون أجسامًا غامضة أسطوانية الشكل، كذلك الكثير من الآثار المادية والكتابات الحجرية.

كائنات فضائية

قام بعض علماء الآثار الذين زاروا المدينة، بتحليل وتفسير هذه النقوش تفسيرات مختلفة، من بينها نظرية الفضائيين القدامى، وهي النظرية التي تزعم وجود كائنات فضائية من خارج الأرض، قامت بزيارة كوكب الأرض في فترات ما قبل التاريخ، بل واستطاعت أيضًا التواصل مع الإنسان البدائي، الحدث الذي نتج عنه بعض رسومات السفن ورواد الفضاء، الظاهرة على جدران الكهف.

أطلانتس المفقودة

كما فسر بعض العلماء وجودها بأنها قارة أطلانتس الأسطورية، حيث تم تداول بعض الأحداث الغامضة حولها، بين سكان المناطق المجاورة لها، والتي لم يستطع أن يجزم العلماء من خلالها نظرية القارة المفقودة، إذ إنها مجرد تنبؤات وأقاويل لا تستند على أدلة وبراهين.

الحِنّ والبِنّ

قال ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية“، خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم في الأرض الحِنُّ والبِنُّ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم، بالإضافة إلى ما رُويَ نقلًا عن عكرمة عن ابن عباس، بأن أول من سكن الأرض قبل آدم عليه السلام، أمة يطلق عليها الحنّ والبنّ.

استنادًا إلى ما سبق، فإن هناك علماء آخرين اعتقدوا بأن مدينة سيفار هي الأرض التي كان يسكنها الحن والبن، وقد تم تأكيد النظرية بنسبة كبيرة من قبل فريق البحث الأوروبي، الذي دخل المدينة عام 2018، إذ رجحوا أن هذه المدينة وُجدت قبل تواجد البشر على الأرض، نظرًا لأن جميع الشواهد التي تعرض للمدينة، تشير إلى أنها ليست من صنع البشر.

بينتا جرام ناسانيان

ظهر على خريطة جوجل في الآونة الأخيرة شكل هندسي خماسي، بالقرب من منطقة أم العسل الجزائرية، وعندما تم سؤال الجهات المختصة حول هذه المنطقة أجابوا بأنهم لا يعرفون عنها شيئًا، في الوقت الذي أشير إليها على جوجل باسم بينتاجرام ناسانيان.

وقد تم تصنيف المنطقة كمكان روحاني، إذ لا يوجد أي طريق يؤدي للوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى كثرة الأقاويل من قبل بعض السحرة في بلاد المغرب، والذين أفادوا بأن هذه المنطقة هي البينتاجرام الـ12 للشيطان، حيث إن جميع النجوم الخماسية الشيطانية التي درسوها، متواجدة في الماء، باستثناء هذه النجمة التي وجدت في صحراء الجزائر، والتي يظنون أنها تعود إلى سيفار.

قوة النجمة الخماسية

قد يظن البعض أن وصف مدينة الجن بالبنتاجرام 12 مجرد مبالغة، ولكن بمجرد التدقيق قليلًا سنجد أنه الاحتمال الأقرب، إذ إن الشكل الهندسي الذي يمثل نجمة خماسية، يعبر عن قوة غامضة وشرور كامنة بين أضلع هذه النجمة، حيث يقال إنها تلعب دورًا كبيرًا في أسر الجن والشياطين بداخلها، من خلال طقوس معينة يقوم بها السحرة.

كما أن لهذا الشكل قدرة فائقة في الحجب، الأمر الذي يتم عن طريق وضع بعض الطلاسم، الرموز، والنقوش والمخطوطات، إذ إن لكل شيطان نقشا ورمزا سحريا خاصا به، مثلما يظهر تمامًا على جدران المدينة الغامضة سيفار، ورغم ذلك لم يستطع أي باحث أو عالم الجزم بمصداقية أحد هذه التحليلات، إذ تبقى مجرد تنبؤات واجتهادات، لتفسير لغز غامض وسر من أسرار الكون الفسيح.

المصدر
مصدر 2مصدر 3مصدر 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى